هل هناكَ رواياتٌ مُعتبرةٌ عَن إسمِ اللهِ الأعظمِ عن طريقِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام؟ 

ما صحّةُ هذهِ الرّواية: حدّثنا عفّانُ حدّثنا خلفٌ بنُ خلفةَ عن حفصٍ بنِ عُمر عن أنسٍ بنِ مالك قالَ: "كنتُ جالساً معَ الرّسولِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، ورجلٌ قائمٌ يُصلّي، فلمّا ركعَ وسجدَ وتشهّدَ، ثُمَّ قالَ في دعائِه: اللهمَّ إنّي أسألُكَ بأنَّ لكَ الحمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ المنّانُ بديعُ السماواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإكرام يا حيُّ يا قيوم إنّي أسألُكَ، فقالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم لأصحابِه: تدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قالَ: والذي نفسي بيدِه لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ الذي إذا دُعيَ بهِ أجابَ وإذا سُئلَ بهِ أعطى". وهل هناكَ رواياتٌ مُعتبرةٌ عَن إسمِ اللهِ الأعظمِ عن طريقِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام؟ 

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكُم ورحمة الله: 

أمّا الشقُّ الأوّلُ منَ السّؤالِ، فإنَّ هذهِ الرّوايةَ صحيحةٌ وفقَ موازينِ علمِ الحديثِ عندَ أهلِ السنّةِ، فرجالها ثقاتٌ كما في تهذيبِ التّهذيبِ لابنِ حجرٍ العسقلانيّ وغيرِه، وأصلُ الرّوايةِ جاءَت مِن طريقِ أهلِ السنّةِ رواها أحمدُ في المُسندِ (ج3/ص158)، والنسائيّ في السّننِ (ج3/ص52) وإبنُ حبان في صحيحِه (ج3/ص175)، والحاكمُ في المُستدركِ (ج1/ص504)، وغيرُهم، ولم ترِد هذهِ الرّوايةُ بهذا النصِّ عَن طريقِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام. 

وأمّا الشقُّ الثّاني منَ السّؤالِ، فنوردُ لكَ طائفةً منَ الرّواياتِ المُعتبرةِ التي دوّنها أصحابُنا في مؤلّفاتِهم المشهورةِ والمعروفةِ بينَ أهلِ العلم، فمِنها: 

 (1) وردَ في روايةٍ عَن أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام): «أنَّ رجلاً قامَ إليهِ فقالَ: يا أميرَ المؤمنين أخبِرني عن بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم ما معناها، فقالَ: إنَّ قولكَ اللهُ أعظمُ إسمٌ من أسماءِ اللهِ عزَّ وجلّ، وهو الإسمُ الذي لا ينبغي أن يُسمّى به غيرُ اللهِ، ولم يتسمَّ به مخلوقٌ» ([توحيدُ الصّدوق: ص231]). 

(2) وورد عنِ الصّادقِ (عليه السّلام): «( المـ ) حرفٌ مِن حروفِ إسمِ اللهِ الأعظمِ المُقطّعِ في القرآنِ الذي يؤّلفُه النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) أو الإمامُ (عليه السّلام) فإذا دُعيَ بهِ أجيب» ([معاني الأخبار: ص23، 26]). 

(3) وعن براءٍ بنِ عازب قالَ: دخلتُ على عليٍّ (عليه السّلام) فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين سألتك باللهِ إلاّ خصصتني بأعظم ِما خصّكَ بهِ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) ممّا خصّهُ بهِ جبرئيلُ (عليه السّلام) ممّا أرسلَهُ به الرّحمنُ عزّ وجلّ، فقالَ: لولا ما سألت ما نشرتُ ذكرَ ما أُريدُ أن أسترَهُ حتّى أُضمَّنَ في لحدي: إذا أردتَ أن تدعو بالإسمِ الأعظمِ فاقرأ مِن أوّلِ الحديدِ ستَّ آياتٍ، وآخرَ الحشرِ، هوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلاّ هوَ اإلى آخرِها فإذا فرغتَ، فقُل: يا مَن هوَ كذلكَ إفعَل بي كذا وكذا فواللهِ ما دعوتُ بهِ على شقيٍّ إلاّ وسعدَ. قالَ: البراءُ فواللهِ لا أدعو بها لدُنيا قالَ: عليٌّ (عليه السّلام) قد أصبتَ كذا أوصاني رسولُ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) غيرَ أنّهُ أمرَني أن أدعو في الأمورِ الفادحة، إنتهى ([دستورُ معالمِ الحكمِ ومأثورُ مكارمِ الشّيم: ص112]). 

(5) روى الطّبرسي في المجمعِ في سورةِ التّوحيدِ عَن أبي جعفرٍ الباقرِ (عليه السّلام) قالَ: «حدّثني أبي عَن أبيهِ عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) أنّهُ قالَ: رأيتُ الخضرَ في المنامِ قبلَ بدرٍ بليلةٍ فقلتُ له: علّمني شيئاً أنتصرُ بهِ على الأعداءِ فقالَ: قل يا هوَ يا مَن لا هوَ إلاّ هوَ فلمّا أصبحتُ قصصتُ على رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) فقالَ: يا عليّ علمتَ الإسمَ الأعظمَ فكانَ على لساني يومَ بدرٍ وقرأ (عليه السّلام) يومَ بدرٍ قل هوَ اللهُ أحد فلمّا فرغَ قالَ: يا هوَ يا مَن لا هوَ إلاّ هوَ إغفِر لي وأنصرني على القومِ الكافرين، وكانَ يقولُ ذلكَ يومُ صفّينَ وهوَ يطاردُ فقالَ: عمّارُ بنُ ياسر يا أميرَ المؤمنين ما هذهِ الكناياتُ قالَ إسمُ اللهِ الأعظم وعمادُ التّوحيدِ للهِ: لا إلهَ إلاّ هوَ ثمَّ قرأ ـ شهدَ اللهُ أنّهُ لا إلهَ إلاّ هوَ والملائكةُ وأولوا العلمِ قائِماً بالقسطِ لا إلهَ إلاّ هوَ العزيزُ الحكيم) وآخرَ الحشرِ، ثمَّ نزلَ فصلّى أربعَ ركعاتٍ قبلَ الزّوالِ ([رواهُ الصّدوقُ في التّوحيد: ص89]). 

(6) عن الصّفّارِ بسندِه عن معاويةَ بنِ عمّار عنِ الصّادقِ أنّه قالَ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم أو قالَ الأعظم ([بحارُ الأنوارِ: ج93 ص232]). 

(7) عن سليمانَ الجعفري عنِ الرّضا (عليه السّلام) قالَ: «مَن قالَ بعدَ صلاةِ الفجرِ بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللهِ العليّ العظيم مائةَ مرّةٍ كانَ أقربَ إلى الإسمِ الأعظمِ مِن سوادِ العينِ إلى بياضِها وإنّهُ دخلَ فيها الإسمُ الأعظم» ([بحارُ الأنوارِ: ج93 ص232]). ودمتُم سالِمين.