معنى ( الرّحمنُ على العرشِ إستوى)

: السيد رعد المرسومي

 

السّلام عليكُم ورحمة الله: 

وردَ معنى هذهِ الآيةِ في كتابِ التّوحيدِ للشّيخِ الصّدوق (ره) (248/ح1) عن أبي عبدِ اللَّه - عليه السّلام – في حديثٍ طويل . وفيهِ قالَ السّائل : فقولهُ : « الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى » ؟ قالَ أبو عبدِ اللَّه - عليه السّلام - : بذلكَ وصفَ نفسه . وكذلكَ هوَ مستولٍ على العرشِ ، بائنٌ مِن خلقِه . مِن غيرِ أن يكونَ العرشُ حاملاً له ، ولا أن يكونَ العرشُ حاوياً له ، ولا أن يكونَ العرشُ مُحتازاً له . ولكنّا نقول ُ: هو حاملُ العرشِ ، وممسكُ العرش . 

ونقولُ مِن ذلكَ ما قال : وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ والأَرضَ . فثبّتنا منَ العرشِ والكُرسيّ ما ثبّتَه ، ونفينا أن يكونَ العرشُ أو الكرسيّ حاوياً له ، وأن يكونَ - عزّ وجلّ - مُحتاجاً إلى مكانٍ ، أو إلى شيءٍ ممّا خلقَ . بل خلقهُ محتاجونَ إليه . 

وفي كتابِ التّوحيدِ أيضاً (315/ح2) بإسنادِه إلى عبدِ الرّحمنِ بنِ الحجّاج قالَ : سألتُ أبا عبدِ اللَّه - عليه السّلام - عَن قولِ اللَّه - عزّ وجلّ - : « الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى » . فقالَ إستوى مِن كلِّ شيءٍ. فليسَ شيءٌ أقربُ إليه مِن شيء . ] لم يبعُد منهُ بعيدٌ ، ولم يقرُب منهُ قريبٌ . إستوى مِن كلِّ شيء . 

وفي الكافي الشريف للكلينيّ (ره) ( 1/128 ) مثلُه سواء ، وكذلكَ في تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيم القميّ (2/59). ودمتُم سالِمين.