حديثُ الصّحابيّ أبي أيّوب الأنصاريّ معَ مروان بنِ الحكم

حول حديث أبو أيوب الأنصاري أنه كان واضعا وجهه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . والمعلوم ان الرسول دفن في حجرة عائشة فكيف يدخل حجرتها رجل أجنبي ويراه مروان ويستهجن صنيعه . والعلوم أن أبا أيوب رضي الله عنه توفي حوالي ٥٢ هجرية وآخر توسعة للمسجد النبوي قبل وفاة الصحابي المذكور كانت في عهد عثمان بن عفان سنة 29هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، فاشترى الدور المحيطة به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، ولم يتعرض للجهة الشرقية لوجود حجرات زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة اللهِ وبركاته: 

يبدو أنّ السّائلَ قد إشتبهَ عليه الأمرُ بعضَ الشيء في سؤالِه، وذلكَ لأنَّ أصلَ هذهِ الحادثةِ التي جرَت بينَ أبي أيّوب الأنصاريّ وبينَ مروان بنِ الحكم ليسَ لها علاقةٌ بما ذهبَ إليهِ في سؤالِه آنفاً، وإنّما هذهِ الحادثةُ لها علاقةٌ بمسألةِ وضعِ جبهةِ المُسلمِ أو وجهِه على قبرِ الرّسولِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، وهيَ منَ المسائلِ المُثارةِ خصوصاً في الآونةِ الأخيرةِ، والتي خالفَ فيها إبنُ تيميّة ومَن سلكَ مسلكَه منَ الوهابيّةِ، في حينِ أنّ جمهورَ المُسلمينَ يذهبُ إلى عدمِ الإشكالِ فيما لو وضعَ المُسلمُ وجهَه أو جبهتَه على قبرِ الرّسولِ (صلى اللهُ عليه وآله) إستناداً إلى حديثِ أبي أيّوب الأنصاريّ الذي رواهُ غيرُ واحدٍ منَ المُحدّثينَ والمُصنّفينَ، منهُم الإمامُ أحمد في مُسندِه والحاكمُ النّيسابوريّ في المُستدركِ وغيرُهما. وإليكَ نصُّ الحادثةِ:  قالَ الإمامُ أحمد في مُسندِه (5 / 422): ثنا عبدُ الملكِ بنُ عمرو، ثنا كثيرٌ بنُ زيد، عن داودَ بنِ أبي صالح قالَ: أقبلَ مروانُ يوماً فوجدَ رجلاً واضعاً وجهَه على القبرِ فقالَ: أتدري ما تصنعُ؟ فأقبلَ عليه فإذا هوَ أبو أيّوب فقالَ: نعَم جئتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله، ولم آتِ الحجرَ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله يقولُ: (لا تبكوا على الدّينِ إذا وليهُ أهله، ولكن أبكوا عليهِ إذا وليه غيرُ أهله). وأخرجَه مِن هذا الوجهِ الحاكمُ في المُستدركِ (4 / 515) وقالَ: صحيحُ الإسنادِ وسلّمَه الذهبي.  

هذهِ هيَ أصلُ الحادثةِ، وما وردَ في ذيلِ حديثِ أبي أيّوب الأنصاريّ ينبغي لكلِّ مسلمٍ الإهتمامُ بهِ وأخذُ العبرةِ منه، وذلكَ لأنّ فيهِ تشخيصاً صحيحاً لهذهِ المُشكلةِ، ولغيرِها منَ الإشكالاتِ والإختلافاتِ التي حدثَت بعدَ رحيلِ المُصطفى (صلى الله عليه وآله). ودمتُم سالمين.