هل وجودُنا بعدَ الموتِ مشابهٌ لما كنّا عليهِ قبلَ ولادتِنا؟ أي الحالُ الذي كنّا عليهِ قبلَ ولادتِنا هو نفسُه حالُنا بعدَ موتِنا؟ أقصدُ العوالمَ التي كنتُ بها وسأكونُ بها.  

: - اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :  

إنّ العالمَ الذي كانَ قبلَ عالمِ الدّنيا هو عالمُ الأشباحِ والذرِّ ويُسمّى بعالمِ المثالِ أيضاً، وفيه ركّبَ اللهُ جلّ جلاله للأرواحِ أبداناً لطيفةً مثاليّةً مِن طينٍ مثاليّ، نظيرَ صورةِ الشّخصِ في المرآةِ، لا وزنَ لهُ ولا أبعادَ حسبَ قوانينِ عالمِ الدّنيا.  

وبعدَ الموتِ قبلَ فناءِ عالمِ الدّنيا هوَ عالمُ البرزخِ، وقد قالَت جماعاتٌ مِن أهلِ الحكمةِ أنّ للإنسانِ في هذا العالمِ بدناً مثاليّاً كعالمِ الأشباحِ، واستأنسوا لذلكَ برؤيةِ الموتى حالَ النّومِ بأبدانٍ.. وفي روايةٍ عنِ الإمامِ الصّادقِ عليه السّلام: إنّ أرواحَ المؤمنينَ في روضةٍ كهيئةِ الأجسادِ في الجنّة. (الكافي ج3 ص245).  

فالأبدانُ الدّنيويّةُ غليظةٌ كثيفةٌ، بخلافِ الأبدانِ ما قبلَ الدّنيا وما بعدَها في البرزخِ، فإنّها أبدانٌ لطيفةٌ مثاليّةٌ، متناسبةٌ معَ طبيعةِ تلكَ العوالم.