ما هي العلاقه السياقيه بين الآيات في الفقرة الأولى (١_٥)والايات في الفقرة الثانيه (٦_١٦)من سورة النبأ

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته 

إنّ علماءَ التّفسيرِ قد بيّنوا أنّ المرادَ بعلاقةِ السّياقِ هيَ :(إدخالُ الكلامِ في معاني ما قبَله وما بعدَه أولى مَن الخروجِ عنهُما ،إلّا بدليلٍ يجبُ التّسليمُ له)، كما في كتابِ قواعدِ التّرجيحِ عندَ المُفسّرينَ، تأليفُ حُسين بن عليّ الحربيّ (ج1/ص125). فإذا تنازعَ المُفسّرونَ في تفسيرِ آيةٍ أو جملةٍ مِن كتابِ اللهِ تعالى، فمنهُم مَن يحملها على معنىً لا يخرجُها عَن سياقِ الآياتِ، ومنهُم مَن يحملها على معنىً يخرجُها عَن معاني الآياتِ التي قبلَها وبعدَها، ويجعلها مُعترضةً في السّياقِ، ففي مثلِ هذهِ الحالةِ الأوفقُ في التّفسير أن نلجأ إلى علاقةِ السّياقِ آنفاً ، فنحملُ الآيةَ موضعَ البحثِ والنّقاشِ على التّفسيرِ الذي يجعلها داخلةً في معاني ما قبلَها وما بعدَها. وعليهِ إذا رجعنا إلى الآياتِ في سورةِ النّبأ كما في منطوقِ السّؤالِ، فليسَ هناكَ مِن نزاعٍ بينَ المُفسّرينَ في بيانِ آياتِه حسبَ الظّاهرِ، ولا نجدُ هناكَ مِن خلافٍ في آيةٍ مُعيّنةٍ أو جملةٍ حتّى نحتاجَ في تفسيرِها إلى علاقةِ السّياقِ. ويؤيّدُ ذلكَ ما جاءَ في تفسيرِ مجمعِ البيانِ للطّبرسيّ (ره) عندَ تعرّضِه لهذهِ الآياتِ. ولكِن إن كنتَ تقصدُ بسؤالِك تفسيرَ معنى النّبأِ العظيمِ؛ فلدينا رواياتٌ كثيرةٌ ومُعتبرةٌ عَن أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام تُبيّنُ أنَّ المُرادَ بالنّبأِ العظيمِ هوَ ولايةُ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام كما في تفسيرِ كنزِ الدّقائقِ للميرزا المشهديّ (ره) وغيره، ولكِن كما ترى أنّ هذهِ الآيةَ قد تمَّ بيانُها بالرّواياتِ وليسَ بالسّياقِ. ودمتُم سالمين.