لماذا عندما نسأل سؤال شرعي لرجال الدين يقولون قال مرجع فلان لماذا لا يقولون قال المعصوم عليه السلام؟

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة الله: 

لأنّ أقوالَ المعصومِ عليهِ السّلام لا يفهمُها كلُّ أحدٍ، إذ تارةً تُحمَلُ على معنى العمومِ والشّمولِ وتارةً تُحملُ على بعضِ الأفرادِ دونَ بعض، وتارةً تكونُ مُطلقةً وتارةً تكونُ مُقيّدةً وفي أحيانٍ أخرى تحتاجُ إلى بيانٍ، ونحوِ هذهِ الأمورِ التي يعرفُها المُشتغلونَ بالعلومِ الشّرعيّةِ، فلِذا صارَ هذا الأمرُ معروفاً عندَ الجميعِ وخصوصاً المُهتمّينَ بالأحكامِ الشّرعيّةِ، وحتّى عندَ بقيّةِ المذاهبِ الإسلاميّةِ، فلذا يتصدّى للإجابةِ عنِ الأسئلةِ الواردةِ في المقامِ أحدُ المراجعِ المُختصّينَ بالعلمِ الشّرعيّ بلغةٍ يفهمُها صاحبُ السّؤالِ، وهُم في ذلكَ يستندونَ في أسلوبِهم هذا على أدلّةٍ مُستفادةٍ مِن أقوالِ المعصومينَ عليهم السّلام تُؤيّدُ ما يقومونَ بهِ منَ التّصدّي للإجابةِ عنِ الأسئلةِ الواردةِ، ومِن هذهِ الأدلّةِ: ما وردَ عنِ الإمامِ الصّادقِ عليه السّلام لـمّا قالَ لأحدِ أصحابِه مِن أهلِ العلمِ : إنّما علينا أن نُلقيَ عليكُم الأصولَ وعليكُم التّفريعُ ، وهكذا الحالُ في الرّوايةِ الواردةِ عنِ الإمامِ الرّضا عليهم السّلام. [ يُنظر كتابُ السّرائر للمُحقّقِ إبنِ إدريسَ الحلّيّ]. فالمرجعُ هوَ مَن يستطيعُ أن يُرجعَ الفرعَ إلى الأصلِ، وهوَ مَن يعرفُ أنَّ هذا السّؤالَ الواردَ مثلاً، تحتَ أيّ بابٍ مِن أبوابِ الفقهِ يجبُ أن يكونَ، وما هيَ الإجابةُ الصّحيحةُ التي تُلائمُه. ولكَي نكونَ مُنصفينَ فإنّ هذا الأمرَ معمولٌ بهِ في علومٍ شتّى كالطّبِّ والهندسةِ والكيمياءِ ، فأنتَ لو سألتَ سؤالاً في الطّبِّ، فلا يُقالُ لكَ إنّ إبنَ سينا أو الرّازي أو غيرهما قالَ في هذا النّوعِ من الطّبِّ كذا وكذا، وهكذا الحالُ في علمِ الهندسةِ مثلاً، وأزيدُكَ منَ الأمثلةِ ما يجعلُكَ مُطمئنّاً في هذا البابِ، وهوَ: لو سألتَ سؤالاً في النّحوِ عَن إعرابِ جُملةٍ معيّنةٍ فلا يُقالُ لكَ إنَّ سيبويه قالَ فيها كذا وكذا، أو الكسائيّ قالَ فيها كذا وكذا، وهكذا الحالُ في علمي الصّرفِ والبلاغةِ وغيرِهما منَ العلومِ، إذ يجيبُ عنِ الأسئلةِ الواردةِ فيها كلُّ مَن إختصَّ في علمٍ مُعيّنٍ. ودمتُم سالِمين.