ماصحة هذا الكلام: ان الامام عليّ (ع) كان يبكي لفرطِ وحدته ! بعد استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام واضعاً رأسه في البئر ونحيبه ليلاً لم يكن يسمعهُ أحد سوى الله والبئر ؟

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.  

هذا الكلامُ المنسوبُ إلى أميرِ المؤمنينَ (ع) منتشرٌ على مواقعِ التّواصلِ الإجتماعيّ بكثرةٍ، ولا يُعرفُ مصدرُه في الكتبِ الشّيعيّةِ وكذلكَ في كتبِ أبناءِ العامّةِ، بلِ المعروفُ والمشهورُ عنِ الإمامِ عليّ (ع) أنّهُ بعدَ إستشهادِ مولاتِنا الزّهراء عليها السّلام قالَ ما يلي:   

فعنَ أبي عبدِ اللهِ الإمام الحُسَينِ بن عَلِيّ (عليهما السّلام) قال: (لـمّا قُبضَت فاطمةُ (عليها السّلام) دفنَها أميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) سرّاً وعفا على موضعِ قبرِها، ثمَّ قامَ فحوّلَ وجههُ إلى قبرِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) فقالَ: (السّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ عنّي، والسّلامُ عليكَ عن إبنتِك وزائرتِك والبائتةِ  في الثّرى ببُقعتِك، والمُختار لها اللهُ سرعةَ اللّحاقِ بك، قلَّ يا رسولَ اللهِ عن صفيّتكَ صبري، وعفا عَن سيّدةِ نساءِ العالمينَ تجلدي، إلّا أنّ لي في التّأسّيّ بسُنّتكَ في فُرقتِك موضعُ تعزٍّ، فلقد وسّدتكَ في ملحودةِ قبرِك، وفاضَت نفسُكَ بينَ نحري وصدري، بلى وفي كتابِ اللهِ (لي) أنعَمُ القبولِ، وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعونَ، قد إستُرجعَت الوديعةُ واُخذَت الرّهينةُ وأخلسَت الزّهراءُ، فما أقبحَ الخضراءَ والغبراء.  

يا رسولَ اللهِ أمّا حُزني فسَرمَد وأمّا ليلي فمُسهّد، وهمٌّ لا يبرحُ مِن قلبي أو يختارُ اللهُ لي دارَك التي أنتَ فيها مقيمٌ. كمدٌ مقيّح، وهمٌّ مُهيّج سرعانَ ما فُرِّقَ بينَنا وإلى اللهِ أشكو، وستُنبّئكَ إبنتُكَ بتظافرِ أُمّتكَ على هضمِها فأحفّها السّؤالَ وإستخبرها الحالَ، فكم مِن غليلٍ مُعتلجٍ بصدرِها لم تجِد إلى بثّه سبيلاً، وستقولُ ويحكمُ اللهُ وهو سلامُ مودّعٍ لا قالَ ولا سئمَ، فإن أنصرِف فلا عَن ملالةٍ، وإن أقِم فلا عَن سوءِ ظنٍّ بما وعدَ اللهُ الصّابرين، واهٍ واهاً والصَّبر أيمنُ وأجمل، ولولا غلبةُ المُستولينَ لجعلتُ المقامَ واللّبثَ لزاماً معكوفاً، ولأعولتُ إعوالَ الثّكلى على جليلِ الرّزيّةِ، فبعينِ اللهِ تُدفنُ إبنتُك سرّاً ويُهضمُ حقّها وتمنعُ إرثَها، ولم يتباعَد العهدُ ولم يخلقَّ منكَ الذّكرُ، وإلى اللهِ يا رسولَ اللهِ المُشتكى، وفيكَ يا رسولَ اللهِ أحسنُ العزاءِ، صلَّى اللهُ عليكَ وعليها السّلامُ والرّضوان). [ينظر: كتابُ الكافي 1: 459; روضةُ الواعظينَ، بابُ وفاةِ فاطمةَ الزّهراء: 152; مناقبُ إبن شهر آشوب، بابُ وفاتِها وزيارتِها 3: 364]. ودمتُم سالمين.