ممكن توضيح عددِ الجيشِ الذي حاربَ الإمامَ الحسينَ (ع) هل هم 70 الف مقاتل؟

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

هناكَ أقوالٌ عديدةٌ للشّيعةِ الإماميّةِ في عددِ الجيشِ الذي حاربَ الإمامَ الحسينَ (ع) قيلَ: إنّهُم خمسٌ وثلاثونَ ألفاً (نقلَهُ إبنُ شهر آشوب) وقيلَ: سبعونَ ألفاً (نقلَه المجلسيُّ والبحرانيُّ عَن بعضِ المُعاصرينَ ولعلّهُ الشّيخُ الطّريحيّ) وقيلَ: ثمانٌ وعشرونَ ألفاً (لصاحبِ إثباتِ الوصيّةِ) وقيلَ: مليوناً وستمائة ! (للدّربندي) ولكنَّ المشهورَ بينَ الشّيعةِ في عددِهم هوَ أنّهم ثلاثونَ ألفاً ، كما جاءَ ذلكَ في العديدِ منَ الرّوايات :

الرّوايةُ الأولى : ما رواهُ الصّدوقُ بسندِه عنِ المُفضّلِ بنِ عُمر ، عنِ الصّادقِ جعفرٍ بنِ مُحمّد ، عَن أبيه ، عَن جدّه ( عليهم السّلام ) : أنَّ الحُسينَ بنَ عليّ بنِ أبي طالبٍ ( عليه السّلام ) دخلَ يوماً إلى الحسنِ ( عليه السّلام ) ، فلمّا نظرَ إليهِ بكى ، فقالَ لهُ: ما يبكيكَ يا أبا عبدِ الله ؟ قالَ : أبكي لما يُصنعُ بكَ. فقالَ لهُ الحسنُ ( عليهِ السّلام ) : إنَّ الذي يُؤتى إليَّ سمٌّ يُدسُّ إليَّ فأقتلُ به ، ولكِن لا يومَ كيومكَ يا أبا عبدِ الله ، يزدلفُ إليكَ ثلاثونَ ألفَ رجلٍ ، يدّعونَ أنّهم مِن أمّةِ جدّنا محمّدٍ ( صلّى اللهُ عليه وآله ) ، وينتحلونَ دينَ الإسلامِ ، فيجتمعونَ على قتلكَ ، وسفكِ دمكَ ، وإنتهاكِ حُرمتِك ، وسبي ذراريكَ ونسائِك ، وإنتهابِ ثقلِك ، فعندَها تحلُّ ببني أميّةَ اللّعنةُ ، وتُمطرُ السّماءُ رماداً ودماً ، ويبكي عليكَ كلُّ شيءٍ حتّى الوحوشُ في الفلواتِ ، والحيتانُ في البحار . (الأمالي للصّدوقِ ص177 ، وعنهُ المناقبُ لابنِ شهر آشوبَ : 3 / 238 ، مثيرُ الأحزانِ لابن نما ص13 ، اللّهوفُ لإبنِ طاووس ص18 ، مدينةُ المعاجزِ : 3 / 394 ، بحارُ الأنوار : 45 / 218 .)  

الرّوايةُ الثّانيةُ : ما رواهُ الصّدوقُ بسندِه عَن ثابتٍ بنِ أبي صفيّة ، قالَ : نظرَ سيّدُ العابدينَ عليٌّ بنُ الحسينِ ( عليهما السّلام ) إلى عُبيدِ اللهِ بنِ العبّاسِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالب ( عليهِ السّلام ) فاستعبرَ ، ثمَّ قالَ : ما مِن يومٍ أشدُّ على رسولِ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) مِن يومِ أحدٍ ، قُتلَ فيهِ عمُّهُ حمزةُ بنُ عبدِ المُطّلبِ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِه ، وبعدَهُ يومَ مؤتةَ قُتلَ فيهِ إبنُ عمِّه جعفر بنُ أبي طالب . 

ثمَّ قالَ ( عليهِ السّلام ) : ولا يومَ كيومِ الحُسينِ ( عليه السّلام ) إزدلفَ إليه ثلاثونَ ألفَ رجلٍ ، يزعمونَ أنّهم مِن هذهِ الأمّةِ كلٌّ يتقرّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بدمِه ، وهوَ باللهِ يُذكّرُهم فلا يتّعظونَ ، حتّى قتلوهُ بغياً وظُلماً وعُدواناً .

ثمَّ قالَ ( عليهِ السّلام ) : رحمَ اللهُ العبّاسَ ، فلقَد آثرَ وأبلى ، وفدى أخاهُ بنفسِه حتّى قُطعَت يداهُ ، فأبدلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بهمَا جناحينِ يطيرُ بهمَا معَ الملائكةِ في الجنّةِ كما جعلَ لجعفرٍ بنِ أبي طالب ، وإنَّ للعبّاسِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى منزلةً يغبطُه بها جميعُ الشّهداءِ يومَ القيامةِ . (الأمالي للصّدوق ص547)