ما هو أصل الاذان؟ هل نزل الوحي به من الله؟ و هل هناك تحريفات واضحات فيه؟

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته:  

يذهبُ الشّيعةُ في بيانِ تشريعِ الأذان خلافَ ما عليهِ العامّةُ لمّا ذهبُوا إلى أنَّ النّبيَّ ( صلّى اللهُ عليه وآلِه ) أخذَ الأذانَ مِن عبدِ اللهِ بنِ زيد، إذ وردَت رواياتٌ عَن أهلِ بيتِ العِصمةِ (سلامُ اللهِ علهم أجمعين) تُثبتُ أنّ الأذانَ كانَ بوحي منَ اللهِ تعالى، وفي رواياتٍ أخرى أنّهُ كانَ في ليلةِ المعراجِ، وإليكَ ما يُؤيّدُ ذلكَ، فمِنها: 1- في كتابِ الكافي لثِقةِ الإسلامِ الشّيخِ الكُلينيّ (ره) في (ج3/ص306) بإسنادِه إلى مَنصُور بنِ حَازِم عَن أَبِي عَبدِ اللَّه ع قَالَ لَمَّا هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع بِالأَذَان عَلَى رَسُولِ اللَّه ص كَانَ رَأسُه فِي حَجرِ عَلِيّ ع فَأَذَّنَ جَبرَئِيلُ ع وأَقَامَ فَلَمَّا انتَبَه رَسُولُ اللَّه ص قَالَ يَا عَلِيُّ سَمِعتَ قَالَ نَعَم قَالَ حَفِظتَ قَالَ نَعَم قَالَ ادعُ بِلَالاً فَعَلِّمه فَدَعَا عَلِيٌّ ع بِلَالاً فَعَلَّمَه.  

وفي كتابِ (إثباتِ الهُداةِ بالنّصوصِ والمُعجزاتِ)، للحُرِّ العامليّ، (ج ١/ ص194) قالَ: وروى الشّيخُ أبو جعفر مُحمّد بن الحسن الطوسيّ في التّهذيبِ بإسنادِه عَن مُحمّد بنِ عليّ بن محبوب عَن عليٍّ بن السّنديّ عن إبنِ أبي عُمير عَن عمرَ بنِ أذينةَ عَن زُرارةَ والفُضيلِ بنِ يسار عَن أبي جعفر عليه السّلام قالَ: لما أُسريَ برسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ فبلغَ البيتَ المعمورَ حضرَت الصّلاةُ، فأذّنَ جبرئيلُ عليه السّلام وأقامَ ، فتقدّمَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآله وسلّمَ وصفَّ الملائكةُ والنّبيّونَ خلفَ رسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليه وآلِه وسلّم، قالَ فقلتُ كيفَ أذّنَ؟ قالَ قالَ: اللّهُ أكبرُ اللّهُ أكبر ، أشهدُ أن لا إله إلّا اللّه ؛ أشهدُ أن لا إله إلّا اللّه ، أشهدُ أنَّ مُحمّداً رسولُ اللّه، أشهدُ أنَّ مُحمّداً رسولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليه وآلِه وسلّم (الحديث).  

ونقلَ المُحقّقُ البحرانيُّ في كتابِه (الحدائقُ النّاضرة، ج ٧ ، ص ٤٣٥) عن إبنِ أبي عقيل -مِن مُتقدّمي عُلمائِنا- أنّهُ قالَ: أطبقَت الشّيعة على أنّ الصّادقَ (عليه السّلام) لعنَ قوماً زعموا أنّ النّبيَّ (صلّى اللهُ عليه وآله) أخذَ الأذانَ مِن عبدِ اللهِ بنِ زيد، فقالَ ينزلُ الوحيُ على نبيّكُم؛ فتزعمونَ أنّه أخذَ الأذانَ مِن عبدِ اللهِ بنِ زيد؟   

وأمّا التّحريفاتُ فهيَ ما يلي: 1- إدّعاءُ أبناءِ العامّةِ أنَّ الأذانَ كانَ بسببِ رؤيا في المنامِ لأحدِ الصّحابةِ إسمُه (عبدُ اللهِ بنُ زيد)، وقَد تقدّمَ عنِ الإمامِ الصّادقِ عليهِ السّلام ما يدحضُ ذلكَ. 2- في فصولِ الأذان يجبُ أن تفتتحَ الأذانَ بأربعِ تكبيراتٍ وتختمَهُ بتكبيرتينِ، ودليلُ ذلكَ ما وردَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ (ع) ، قَالَ: يَا زُرَارَةُ تَفتَتِحُ الأَذَانَ بِأَربَعِ تَكبِيرَاتٍ وتَختِمُه بِتَكبِيرَتَينِ وتَهلِيلَتَينِ. كما في كتابِ الكافي للكُلينيّ (ج3/ص307). في حينِ أنَّ الأذانَ عندَ العامّةِ يُختَمُ بتكبيرةٍ واحدةٍ، لا تكبيرتينِ، فتأمَّل. 3- إدخالُ فصلٍ غيرِ معروفٍ في الأذان ولا دليلَ عليهِ مُطلقاً وهوَ قولُهم : الصّلاةُ خيرٌ منَ النّوم، وهوَ ما نبّهَ عليهِ الإمامُ الصّادقُ (ع) في الرّوايةِ الصّحيحةِ عنهُ التي أخرجَها الكُلينيّ في الكافي (ج3/ص307) بإسنادِه إلى مُعَاوِيَةَ بنِ وَهب قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللَّه (ع) عَنِ التَّثوِيبِ فِي الأَذَانِ والإِقَامَةِ فَقَالَ مَا نَعرِفُه.   

قلتُ: التّثويبُ في الأذانِ هوَ قولُ: الصّلاةُ خيرٌ منَ النّومِ. قيلَ: إنّما سُمّيَ تثويباً مِن ثابَ يثوبُ إذا رجعَ، فإنّ المُؤذِّنَ إذا قالَ: "حيَّ على الصّلاةِ" فقَد دعاهُم إليها وإذا قالَ بعدَها: الصّلاةُ خيرٌ منَ النّومِ فقَد رجعَ إلى كلامِه. ودمتُم سالِمين.