عقيدة المسعوديّ صاحب مروج الذهب

هل المسعودي صاحب تاريخ مروج الذهب شيعي ام سني؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يُعّـدُّ الشيخ عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ من أشهر المؤرّخين والمصنّفين ، وقد ترجم له أصحاب الرجال والتراجم من الفريقين، فهاهو ذا النجاشيّ يقول في ترجمته:عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ أبو الحسن الهذليّ، له كتاب المقالات في أصول الديانات ، كتاب الزلف ، كتاب الاستبصار ، كتاب سرّ الحياة ، كتاب نشر الأسرار ، كتاب الصفوة في الإمامة ، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية ، كتاب المعالي في الدرجات ، والإبانة في أصول الديانات ، رسالة إثبات الوصيّة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، رسالة إلى ابن صعوة المصيصيّ ، أخبار الزمان من الامم الماضية والاحوال الخالية ، كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ، كتاب الفهرست. وقد سار على منواله كلُّ من جاء بعده كالعلّامة الحلّيّ في الخلاصة وابن داوود وغيرهم من علماء الإماميّة مِـمّنْ عرض لترجمته.

وترجم له الذهبيّ في سير أعلام النبلاء، رقم الترجمة (3190)، إذْ ذكر أنّه كان أخباريّاً صاحب ملح وغرائب وعجائب وفنون، وكان معتزليّاً، وهكذا الحال مع السبكيّ في كتابه طبقات الشافعيّة الكبرى (ج3/ص456)، لكنّه لم يجزم بعقيدته، وإنّما قال فيه: قيل إنّه كان معتزليِّ العقيدة. وأمّا الحافظ ابن حجر العسقلانيّ فاستنتج من تصانيفه ومؤلّفاته بأنّه كان شيعيّاً معتزليّاً كما في لسان الميزان، رقم الترجمة (5376). ويقول إسماعيل باشا البغداديّ في كتابه (هدية العارفين) [ج 1 /ص 679]، المسعوديّ - عليّ بن الحسين بن عليّ الهذليّ البغداديّ أبو الحسن المسعوديّ المؤرّخ نزيل مصر الاديب كان يتشيّع، توفّي بمصر سنة 346 هـ، له من الكتب اثبات الوصيّة.لكنْ طائفة من علماء العامّة ذهبوا إلى القول: بأنّه كان شافعيّ المذهب، كما في كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ التاريخ، للسخاويّ، (ص38)، وكتاب السرّ المصون ذيل على كشف الظنون، لابن العظم، (ص100)، وكتاب الملل والنحل، لعبد القاهر بن طاهر البغداديّ، (ص163).

وأمّا علماء الإماميّة المتقدّمين فقد عرفت من النجاشيّ أنّه ترجمه له في كتابه آنفاً فلم يذكر من حاله إلّا ما تقدّم بيانه، ولم يعرّج على عقيدته، ولكنْ هناك طائفة من علمائنا المتأخّرين ذهبوا إلى القول بأنّه شيعيٌّ من أصحابنا، ففي كتاب (خاتمة المستدرك)، للشيخ النوريّ (ره) في ( ج1/ص214) ذكر ما يلي: قال السيّد عليّ بن طاووس قدّس سره في كتاب فرج المهموم - عند ذكر العلماء العاملين بالنجوم - : ومنهم الشيخ الفاضل الشيعيّ عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ مصنّف كتاب مروج الذهب. وفي كتاب رياض العلماء، قال: قال السيّد الداماد في حاشيته على اختيار رجال الكشيّ للشيخ الطوسيّ قدّس سره : قال الشيخ الجليل الثقة الثبت المأمون الحديث عند العامّة والخاصّة، عليّ بن الحسين المسعوديّ أبو الحسن

الهذليّ في كتاب مروج الذهب. وقال ابن إدريس في السرائر في كتاب الحجّ: قال أبو الحسن عليّ بن

الحسين في كتابه المترجم بمروج الذهب ومعادن الجواهر في التاريخ وغيره ، وهو كتاب حسن كبير كثير الفوائد ، وهذا الرجل من مصنّفي أصحابنا ، معتقد للحقّ، له كتاب المقالات . . . إلى آخره .

إلى غير ذلك من العبارات الصريحة في كونه من علماء الإماميّة ، ولم يتأمّل أحد فيه، حتّى إنّ طريقة الشهيد قدّس سره في حواشي الخلاصة أن يتعرض في كلِّ موضع لا ينبغي ذكر الرجل في القسم الأوّل لقدح في نفسه أو مذهبه ، ولم يتعرّض في هذا المقام ، بل استدرك ما فات من الكتاب من كتب هذا الشيخ . بل في رجال أبي علي (منتهى المقال : 213 ): ولم أقف إلى الآن على من توقف في تشيّع هذا الشيخ، سوى ولد الأستاذ العلّامة - أعلى الله في الدارين مقامه ومقامه – فإنّه أصرَّ على الخلاف، وادّعى كونه من أهل الخلاف ، انتهى . قلت : مراده من ولد الأستاذ : العالم النحرير آغا محمّد عليّ صاحب المقامع. 

قلت: ويضاف إلى هذه القائمة السيّد بحر العلوم، إذْ وصفه بأنّه شيعيّ كما في كتاب الفوائد الرجاليّة (ج4/ص150). وكذلك في كتاب روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات للسيّد محمّد باقر الخوانساريّ، (ج4/ص281). نعم، بعض العلماء المعاصرين كالشيخ جواد التبريزيّ، حين وجّه إليه سؤالاً في هذا الصدد رقمه (1112)، عدّه من مؤرّخي أبناء العامّة. فهذا هو ما استطعنا الوقوف عليه من أحوال عقيدة المسعوديّ. ودمتم سالمين.