كيف يمكن اثبات ان قضية الإمام المهدي (عليه السلام) ليست قضية وهمية نتجت في الذهن البشري نتيجة ما عاناه من أنظمة الجور والظلم بدليل عقلي؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قبل الإجابة لابد من الإشارة إلى أن مثل هذه الأسئلة لا تمتلك مبرراً منطقياً من الأساس، وذلك لكون السؤال ليس إلا افتراض اعمى لا يرتكز على أي مبررات تدعمه، فالقول أن قضية المهدي قد تكون قضية وهمية؛ لا يُعد إشكالاً يستحق النقاش مالم تكن هناك شواهد ومبررات تؤكد هذا الادعاء، أو على الأقل تدفع إلى نوع من الشك والتردد، أما الافتراضات التي يرسلها صاحبها في الهواء الطلق لا يمكن ملاحقتها بالنقاش العلمي والموضوعي، والذي يؤكد على انه مجرد افتراض أن الوهم والخيال من الموضوعات ذات الطابع الشخصي فلا وجود لوهم موضوعي يصيب الجميع دفعة واحدة، ولو افترضنا كما يفترض السائل أن الوهم أصاب المسلمين المسلم:
السِلْم ( بالكسر ): السلام. والسلم ( يُفتح ويُكسر ): يعني الصلح. السلام: السلامة، والسلام: الاستسلام. وأسلمَ أمرَهُ إلى الله أي سَلَّمَ ، وأَسْلَمَ أي دخل في السَلْمِ، وهو الاستسلام ، وأسلم من الإسلام(1).
وأسلَمَ الرجل أي انقاد، وقيل: أسلَمَ : دخل في الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيد، وصار مسلماً وتسلَّم . يُقال : كان كافراً ثمّ تسلّم أي أسلم . والتسليم يعني: الرضا بما قدَّر الله وقضاه ، والانقياد لأوامره وترك الاعتراض(2).
المزيدجميعاً بضرورة وجود المهدي حينها يصبح الوهم احد الأدلة العقلائية بوصفه حقيقة مشتركة بين الجميع. وكذلك يمكننا القول إنه لو جاز مثل هذه الافتراض لجاز أيضاً أن نقول إن الذي لا يؤمن بضرورة المخلص لم يكن إيمانه إلا حالة وهمية برزت في ذهنه نتيجة للوضع الجيد الذي يعيشه، وهكذا لا تنتهي الافتراضات فكل افتراض يقابل بافتراض اخر، وبالتالي فأن المسار العلمي يقتضي نقل القضية إلى اطارها الموضوعي من خلال طرح ادلة المثبت والمنفي والمقارنة بينهما، من دون اتهام طرف بانه في حالة من الوهم أو الهلوسة المرضية.
والأمر الذي يمكن تأكيده في هذه العجالة أن عقيدة المهدي من العقائد الراسخة عند المسلمين، والذي يؤكد على كونها من عقائدهم الاصلية توافر النصوص الشرعية التي تؤكد على ظهوره الحتمي، والذي لا يقبل نصوص الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدبوصفها حجة ملزمة لا يمكن مناقشته في قضية المهدي مالم يتم مناقشته أولاً حول الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدكدين واجب الاتباع عبر نصوصه، ولا يعني هذا أن الايمان إيمان:
إيمان لغةً:
الإيمان: إفعال من الأمن ضد الخوف(1)، كما في قوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابةً للناسِ وأمناً))(2)، ومنه الآمِن، أي الذي لا يخاف من شيء كما في قوله تعالى: ((أفمن يُلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة))(3)، وقوله: ((ادخلوها بسلامٍ آمنين))(4)، أي غير خائفين، ومنه الأمين الذي لا يُخاف خيانته.
إيمان اصطلاحاً:
للإيمان اطلاقان هما:
الأول: وهو الاعتقاد الخاص بالله تعالى وبرسله وبما جاؤوا به، وهو بهذا المعنى يختلف عن الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدالذي هو إقرار بالشهادتين باللسان.
قال السيد المرتضى: (اعلم أن الإيمان هو التصديق بالقلب، ولا اعتبار بما يجري على اللسان، فمن كان عارفاً بالله تعالى وبكل ما أوجب معرفته، مقراً بذلك مصدقاً، فهو مؤمن. والكفر نقيض ذلك، وهو الجحود في القلب دون اللسان لما أوجب الله تعالى المعرفة به)(5).
الثاني: الاعتقاد إضافة إلى ما تقدم بإمامة أهل البيت عليهم السلام، وذلك أن مما جاء به النبي (ص) إمامة الأئمة الاثني عشر من بعده، فيجب الاعتقاد بهم وبإمامتهم ايضاً(6)، ويعبر عنه بالإيمان بالمعنى الأخص المقابل للإيمان بالمعنى الأعم؛ لخلوه عن الاعتقاد، فهو داخل في اصطلاح الإمامية بلا شك ولا شبهة.
_____________________________
(1) العين، ج8، ص388، الصحاح، ج5، ص2071، المفردات، ص90.
(2) سورة البقرة، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(125).
(3) سورة فصلت، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(40).
(4) سورة الحجر، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(46).
(5) التبيان، ج2، ص81، الاقتصاد، ص227.
(6) البحار، ج69، ص36.
المزيدبضرورة المخلص مجرد فكرة جاءت بها النصوص وتم فرضها على عقل الإنسان من دون وجود ما يؤكدها من عقل الإنسان وفطرته، فمن المعلوم أن الإنسان مفطور بطبعه على حب الكمال والجمال ويعشق القيم والمثال، كل ذلك يجعله في حالة من التطلع الدائم إلى ذلك اليوم الذي تتحقق فيه العدالة وتبلغ فيه الحياة كمالها الروحي والمادي؛ والسبب في ذلك أن وجود مثل هذا اليوم يمثل قمة ما يحلم به الإنسان ويرجوه، ومن هنا يصبح الإيمان بالمخلص قضية يفرضها التفكير المنطقي الذي يراعي الثوابت اليقينية، والذي يؤكد ذلك هو اهتمام الانساق الفلسفية الكبرى والمشاريع الإصلاحية بذلك اليوم الذي يتحقق فيه التوازن وتعم فيه العدالة، فحتى الفلسفات المادية المهتمة بالشأن السياسي والاجتماعي مثل الماركسية تحدثت عن ذلك اليوم الذي يتوقف فيه الصراع الطبقي وتشيع فيه المساوة بين جميع الطبقات؛ بل يمكننا الجزم بان البشرية بكل مشاربها تنشد اليوم الذي تكون فيه الحياة اكثر سلاماً وامناً وازدهاراً، وهو الامر الذي يفسر سعي الإنسان الحسيس وكفاحه المرير لتحقيق هذه الغاية، فإن كان ذلك مستحيلاً بطبعه لتجمدت الحياة وفقدت قيمتها، وعليه فإن الإيمان بالمخلص هو تعبير عن فطرة الإنسان التي تعشق الكمال، فكما تطلع الإنسان إلى السماء لكي تمده بالأنبياء والرسل فإنه مازال يتطلع إليها لتقيم له العدل، والإنسان الذي يرى نفسه مستغنياً عن عون الله ومدده ليس جاهلاً بالله وحده وإنما جاهلاً بطبيعة الإنسان وحقيقته. وعقيدة المهدي عند المسلمين المسلم:
السِلْم ( بالكسر ): السلام. والسلم ( يُفتح ويُكسر ): يعني الصلح. السلام: السلامة، والسلام: الاستسلام. وأسلمَ أمرَهُ إلى الله أي سَلَّمَ ، وأَسْلَمَ أي دخل في السَلْمِ، وهو الاستسلام ، وأسلم من الإسلام(1).
وأسلَمَ الرجل أي انقاد، وقيل: أسلَمَ : دخل في الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيد، وصار مسلماً وتسلَّم . يُقال : كان كافراً ثمّ تسلّم أي أسلم . والتسليم يعني: الرضا بما قدَّر الله وقضاه ، والانقياد لأوامره وترك الاعتراض(2).
المزيدتأتي في هذا السياق بوصفها بلورة حقيقية وواقعية لتلك الفطرة الفطرة لغةً: فَطر؛ يدل على فتح شيء وإبرازه(1). وكذلك، فطر الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأَهم. والفِطْرةُ: الابتداء والاختراع(2).
الفطرة اصطلاحاً: هي تلك الافعال التي تنبع من جبلة الإنسان وغريزته كالتنفس، والميل إلى الغريزة الجنسية، وحب المال والجاه(3).
المزيدالإنسانية التي تعشق الكمال وتسعى لتحقيقه.
وبما أن الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدكرسالة جاءت من اجل تحقيق كمال الإنسان، لابد أن يكون اليوم الموعود من أوليات اهتمامها، ومن هنا يمكننا أن نتفهم التأكيد الشيعي على قضية الإمام المهدي (عج)، بوصفه المستقبل النهائي لتكاملية المسيرة الإسلامية، إذ كيف يمكن الحديث عن رسالة خاتمة دون الحديث عن مالاتها النهائية، وما تحققه للإنسان في الدنيا قبل الاخرة.
وفي الخلاصة أن فطرة الإنسان المتطلعة نحو الكمال هي التي تجعل الإنسان في حالة من الأمل الدائم بقدوم اليوم الذي يتحقق فيه كمال الإنسان فرداً وحضارة، وعليه يصبح الايمان إيمان:
إيمان لغةً:
الإيمان: إفعال من الأمن ضد الخوف(1)، كما في قوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابةً للناسِ وأمناً))(2)، ومنه الآمِن، أي الذي لا يخاف من شيء كما في قوله تعالى: ((أفمن يُلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة))(3)، وقوله: ((ادخلوها بسلامٍ آمنين))(4)، أي غير خائفين، ومنه الأمين الذي لا يُخاف خيانته.
إيمان اصطلاحاً:
للإيمان اطلاقان هما:
الأول: وهو الاعتقاد الخاص بالله تعالى وبرسله وبما جاؤوا به، وهو بهذا المعنى يختلف عن الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدالذي هو إقرار بالشهادتين باللسان.
قال السيد المرتضى: (اعلم أن الإيمان هو التصديق بالقلب، ولا اعتبار بما يجري على اللسان، فمن كان عارفاً بالله تعالى وبكل ما أوجب معرفته، مقراً بذلك مصدقاً، فهو مؤمن. والكفر نقيض ذلك، وهو الجحود في القلب دون اللسان لما أوجب الله تعالى المعرفة به)(5).
الثاني: الاعتقاد إضافة إلى ما تقدم بإمامة أهل البيت عليهم السلام، وذلك أن مما جاء به النبي (ص) إمامة الأئمة الاثني عشر من بعده، فيجب الاعتقاد بهم وبإمامتهم ايضاً(6)، ويعبر عنه بالإيمان بالمعنى الأخص المقابل للإيمان بالمعنى الأعم؛ لخلوه عن الاعتقاد، فهو داخل في اصطلاح الإمامية بلا شك ولا شبهة.
_____________________________
(1) العين، ج8، ص388، الصحاح، ج5، ص2071، المفردات، ص90.
(2) سورة البقرة، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(125).
(3) سورة فصلت، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(40).
(4) سورة الحجر، الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(46).
(5) التبيان، ج2، ص81، الاقتصاد، ص227.
(6) البحار، ج69، ص36.
المزيدبضرورة المخلص من الأصول التي يستمدها الإنسان من استعداده الفطري بانتصار الحق وهزيمة الباطل، ولولا ايمان الإنسان بان الانتصار النهائي حليف الحق لما وجد في نفسه الدافع لمواجهة الباطل ومبارزته.