هل الاموات يتزاورون فيما بينهم

: سيد حسن العلوي

السلا عليكم ورحمة الله

وردَ في الروايات أنَّ الأمواتَ في عالم البرزخ يتزاورونَ ويتلاقون ويتعارفون ويتحادثون فيما بينهم . 

1- روى البُرقي بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرَ الأرواحَ أرواح المؤمنين فقال : يلتقون ، قلت : يلتقون ؟ فقال : يتساءلون ويتعارفون حتّى إذا رأيته قلت : فلان . المحاسن للبُرقي ج1 ص ٢٣٨ . 

2- وروى بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق الجازي قال : قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام : أين أرواحُ المؤمنين ؟ - فقال : أرواح المؤمنين في حجراتٍ في الجنّة ، يأكلون من طعامها ويشربونَ من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون : " ربّنا أقِم لنا الساعة لتُنجز لنا ما وعدتنا " ، قال : قلت : فأين أرواح الكفّار ؟ - فقال : في حجراتٍ في النار ، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون : " ربّنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا . المصدر السابق . 

3- وروى الكُليني بسنده عن ضريسٍ الكناسي قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) أنّ الناس يذكرون أنَّ فُراتنا يخرج من الجنة فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصبّ فيه العيون والأودية ؟ قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) وأنا أسمع :  إنَّ للهِ جنّةً خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها وإليها تخرج أرواحُ المؤمنين مِن حفرهم عند كلّ مساء فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف فإذا طلع الفجر هاجت منَ الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض ، تطير ذاهبةً وجائية وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف ، قال : وإنَّ لله ناراً في المشرق خلقها ليُسكنها أرواح الكفار ويأكلون مِن زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلعَ الفجر هاجت إلى وادٍ باليمن يُقال له : برهوت أشدُّ حرّاً من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة . الكافي للكليني ج3 ص250 - 251 . 

4- وروى الكلينيّ بسنده عن حبّة العرني قال : خرجتُ مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنّه مخاطبٌ لأقوام فقمتُ بقيامهِ حتّى أعييت ثمّ جلستُ حتّى مللت ثمّ قمت حتى نالني مثل ما نالني أوّلا ثم جلستُ حتى مللت ، ثم قمتُ وجمعت ردائي فقلت : يا أميرَ المؤمنين إنّي قد أشفقتُ عليك من طول القيام فراحةُ ساعةٍ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبّة إنّ هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين وإنّهم لكذلك ، قال : نعم ولو كُشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً مُحتبينَ يتحادثون فقلت : أجسامٌ أم أرواح فقال : أرواح وما من مؤمن يموتُ في بقعة من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه : إلحقي بوادي السلام وإنها لبقعة من جنة عدن . الكافي للكليني ج3 ص247 . 

5- وروى بإسناده عن أحمد بن عمر رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : إنّ أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها فقال : ما تبالي حيثما مات أما إنه لا يبقى مؤمن شرق الأرض وغربها إلّا حشر الله روحه إلى وادي السلام قلت له : وأين وادي السلام ؟ قال : ظهر الكوفة ، أما إنّي كأني بهم حلق حلق قعودٌ يتحدّثون . الكافي للكليني ج3 ص247 . 

6- وروى الكليني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة تعارف وتساءل فإذا قدمت الروحُ على الأرواح يقول : دعوها فإنها قد أفلتت مِن هولٍ عظيم ثم يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم : تركته حيّاً إرتجوه وإن قالت لهم : قد هلك قالوا : قد هوى هوى . الكافي للكليني ج3 ص248 . 

7- ورُويَ بالإسناد عن زيد الشحّام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ أرواح المؤمنين ترى آلَ محمّد ( عليهم السلام ) في جبال رضوى ، فتأكلُ من طعامهم ، وتشربُ من شرابهم ، وتتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقومَ قائمُنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله - تعالى - وأقبلوا معه يلبّون زُمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المُبطلون ، ويضمحلّ المنتحلون ، وينجو المقرّبون . المحتضر للحسن بن سليمان ص20 ، وعنه بحار الأنوار ج6 ص245 . 

 

 

أقول : بل وردَ في الروايات أنَّ الميّت يزور أهله في عالم الدنيا ، ويتشكّل على شكل طائر ، روى الكلينيّ بسنده عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام : يزور المؤمن أهله ؟ فقال : نعم ، فقلت : في كم ؟ قال على قدر فضائلهم ، منهم مَن يزور في كلّ يوم ، ومنهم من يزور في كلّ يومين ، ومنهم من يزور في كلّ ثلاثة أيام ، قال : ثم رأيتُ في مجرى كلامه يقول : أدناهم منزلة يزور كل جمعة ، قال : قلت : في أيّ ساعة ؟ قال : عند زوال الشمس ومثل ذلك ، قال : قلت : في أيّ صورة ؟ قال : في صورة العصفور أو أصغر من ذلك ، يبعثُ الله عزو جل معه ملكاً فيُريه ما يسرّه ، ويستر عنه ما يكره ، فيرى ما يسرهُ ويرجع إلى قرّة عين . 

وغيرها منَ الروايات .