ما حكم من آمن ببعض الأئمة وأنكر الباقي؟

عن الصادق جعفر بن - محمد عليهما السلام أنه قال: من أقر بجميع الأئمة، وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته، فقيل له، يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته. كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٤٣٩ ارجو شرح مفاد الرواية وشرح تفصيل معنى (الخامس من ولد السابع) .. وايضا ما المقصود (ولا يحل لكم تسميته)

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله

تؤكّدُ هذهِ الرّوايةُ ورواياتٌ أُخرى على أنَّ الأئمّةَ مِن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) إثنا عشرَ إماماً، ويجبُ على كُلِّ مُسلمٍ الإيمانُ بهِم والإعتقادُ بإمامتِهم، وهذا ما عليهِ جميعُ شيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) يقولُ الصّدوقُ في رسالةِ الإعتقاداتِ: (.. وإعتقادُنا فيمَن جحدَ إمامةَ أميرِ المُؤمنينَ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ والأئمّةِ مِن بعدِه - عليهم السّلام - أنّهُ كمَن جحدَ نبوّةَ جميعِ الأنبياءِ، وإعتقادُنا فيمَن أقرَّ بأميرِ المؤمنينَ وأنكرَ واحِداً ممَّن بعدَه منَ الأئمّةِ أنّهُ بمنزلةِ مَن أقرَّ بجميعِ الأنبياءِ وأنكرَ نُبوّةَ نبيّنا مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ)، ثمَّ ينقلُ حديثَ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلام): المُنكرُ لآخرِنا كالمُنكرِ لأوّلِنا. وحديثُ رسولِ اللهِ - صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم -: (الأئمّةُ مِن بعدي إثنا عشرَ؛ أوّلُهم أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ عليهِ السّلام وآخرُهم القائمُ، طاعتُهم طاعتِي ومعصيتُهم معصيَتي، مَن أنكرَ واحِداً مِنهُم فقَد أنكرَني) (رسالةُ الإعتقاداتِ ص103) 

أمّا عبارةُ الخامسِ مِن ولدِ السّابعِ، فإنَّ السّابعَ منَ الأئمّةِ هوَ الإمامُ الكاظمُ (سلامُ اللهِ عليه) والإمامُ المهديُّ الخامسُ مِن ولدِه بعدَ الإمامِ الرّضا، والإمامُ الجوادُ والإمامُ الهادي والإمامُ العسكريّ (سلامُ اللهِ عليهم أجمعينَ) فيكونُ الإمامُ المهديّ هوَ الخامسُ مِن ولدِ السّابعِ. 

ومعنى أنّهُ لا يحلُّ لكُم تسميتُه، أي لا يجوزُ التّصريحُ باِسمِه الشّريفِ وهوَ (محمّدٌ بنُ الحسنِ العسكريّ)، وقَد حملَ أكثرُ المُتأخّرينَ هذا المنعَ على زمانِه عليهِ السّلام.