اريد آية قرآنية تتبت نزول الملكين لمسائلة الميت في قبره؟!

: السيد رعد المرسومي

السلاااام عليكم ورحمة الله : لقَد ذهبَت طائفةٌ منَ المُفسّرينَ إلى أنَّ قولَه تعالى في الآيةِ (27) مِن سورةِ إبراهيم: (يُثبّتُ اللهُ الذينَ آمنوا بالقولِ الثّابتِ في الحياةِ الدّنيا وفي الآخرةِ) إلى حملِ الآيةِ القُرآنيّةِ وخصوصاً في قولِه تعالى: (وفي الآخرةِ) على سؤالِ مُنكرٍ ونكيرٍ في القبرِ, إذ أوردَ الشّيخُ الطّبرسيُّ (رحمَهُ اللهُ) عدّةَ آراءٍ في هذا المقامِ التي أشهرُها قولُه: ((وقالَ أكثرُ المُفسّرينَ : إنَّ المُرادَ بقولِه تعالى: (في الآخرةِ) في القبرِ ، والآيةُ وردَت في سؤالِ القبرِ ، وهوَ قولُ ابنِ عبّاسٍ ، وابنِ مسعودٍ ، وهوَ المرويُّ عَن أئمّتِنا عليهمُ السّلام. 

وروى محمّدٌ بنُ يعقوب الكُلينيّ في كتابِ الكافي بإسنادِه عَن سويدِ بن غفلة، عَن أميرِ المؤمنينَ عليّ عليهِ السّلام قالَ: إنَّ إبنَ آدم إذا كانَ في آخرِ يومٍ منَ الدّنيا وأوّلِ يومٍ منَ الآخرةِ، مُثّلَ لهُ مالُه وولدُه وعملُه ، فيلتفتُ إلى مالِه فيقول : واللهِ إنّي كنتُ عليكَ لحريصاً شحيحاً، فما لي عندكَ ؟ فيقولُ : خُذ منّي كفنكَ . فيلتفتُ إلى ولدِه ، فيقولُ : واللهِ إنّي كنتُ لكُم لمُحبّاً، وعليكُم لمُحامياً ، فماذا لي عندَكُم ؟ فيقولونَ : نؤدّيكَ إلى حُفرتِك ، نواريكَ فيها . قالَ : فيلتفتُ إلى عملِه ، فيقولُ : واللهِ إنّي كنتُ فيكَ لزاهِداً ، وإن كنتَ عليَّ لثقيلاً ، فماذا لي عندَك ؟ فيقولُ : أنا قرينُك في قبرِك ، ويومَ نشرِك حتّى أُعرضَ أنا وأنتَ على ربِّك . قالَ : فإنْ كانَ للهِ وليّاً، أتاهُ أطيبُ النّاسِ ريحاً ، وأحسنُهم منظراً وأحسنُهم رياشاً، فقالَ : أبشِر بروحٍ وريحان ، وجنّةِ نعيمٍ ، ومقدمُكَ خيرُ مقدَم ، فيقولُ له : مَن أنتَ فيقولُ : أنا عملُكَ الصّالح ، أرتحل منَ الدّنيا إلى الجنّةِ ، وإنّهُ ليعرفُ غاسلَهُ ، ويناشدُ حاملَه أن يُعجّلَه ، فإذا أُدخلَ قبرَه ، أتاهُ ملكا القبرِ يجُرّانِ أشعارَهُما ، ويخُدّانِ الأرضَ بأنيابِهما ، أصواتُهما كالرّعدِ القاصفِ، وأبصارُهما كالبرقِ الخاطفِ ، فيقولانِ لهُ: مَن ربُّك ؟ وما دينُك ؟ ومَن نبيُّك ؟ فيقولُ : اللهُ ربّي ، وديني الإسلامُ، ونبيّي محمّدٌ صلّى اللهُ عليهِ وآله ، فيقولانِ : ثبّتكَ اللهُ فيما تحبُّ وترضى ، وهوَ قولُه سبحانُه: ( يثبّتُ اللهُ الذينَ آمنوا بالقولِ الثّابتِ في الحياةِ الدّنيا وفي الآخرةِ ) ، ثُمَّ يفسحانِ لهُ في قبرِه مدَّ بصرِه . ثُمَّ يفتحانِ لهُ باباً إلى الجنّةِ ، ثُمَّ يقولانِ لهُ نَم قريرَ العينِ نومَ الشّابِّ النّاعمِ ،فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ: ( أصحابُ الجنّةِ يومئذٍ خيرٌ مُستقرّاً وأحسنُ مقيلاً )). (ينظر مجمعَ البيانِ للطّبرسيّ عندَ تفسيرِ هذهِ الآيةِ مِن سورةِ إبراهيمَ عليهِ السّلام). ودمتُم سالِمين.