عبدالله ابن مسعود هل هو صحابي جليل ام لا ؟ بنظر علماء الشيعة ؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم وحة الله وبركاته

عاشَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ في مكّةَ وأسلمَ قبلَ أن تُصبحَ دارُ الأرقمِ مقرّاً للرّسولِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) وأصحابِه، ويُعدُّ مِن أوائلِ الذينَ دخلوا في الإسلامِ وحسبَهُ البعضُ سادسَ ستّةٍ إعتنقُوا الإسلامَ كما يذكرُ الذّهبيُّ في سيرِ أعلامِ النّبلاءِ. كما يُعدُّ منَ الصّحابةِ الذينَ هاجروا الهجرتينِ إلى الحبشةِ ومِن ثمَّ إلى المدينةِ بعدَ عودتِه منَ الحبشةِ، وقَد شهدَ معَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) جميعَ حروبِه، ونُسبَ إليهِ قتلُ أبي جهلٍ يومَ بدرٍ، وعدّهُ إبنُ عبّاسٍ مِن بينِ الذينَ ثبتوا معَ رسولِ اللهِ يومَ أُحدٍ. 

لا توجدُ أخبارٌ مُستفيضَةٌ عَن حياةِ إبنِ مسعودٍ أيّامَ الخُلفاءِ، ويذكرُ أنّهُ إشتركَ فيما يُسمّى بحروبِ الرّدّةِ أيّامَ أبي بكرٍ، وكذلكَ نقلَ الطّبريُّ أنّهُ كانَ على الغنائمِ في غزوةِ اليرموكِ، وذكرَ أيضاً أنّهُ شاركَ في فتحِ الشّامِ أيّامَ عُمر بنِ الخطّابِ، وأنَّ عُمرَ إستدعاهُ مِن حمص وعيّنَهُ على بيتِ المالِ في الكوفةِ، وبعدَ مقتلِ عُمر عادَ إلى المدينةِ وبايعَ عُثمانَ ثمَّ عادَ إلى الكوفةِ ودعا النّاسَ إلى مُبايعتِه كما في تاريخِ المدينةِ لابنِ شبةَ، وفي الفتوحِ للبلاذريّ أنَّ عُثمانَ أبقاهُ على منصبِه في العراقِ. 

لَم يذكُر التّاريخُ أدواراً سلبيّةً لابنِ مسعودٍ إتّجاهَ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) ولِذا حظيَ باِحترامِ الشّيعةِ كأحدِ كبارِ الصّحابةِ، إلّا أنَّ الفضلَ بنَ شاذانَ النّيسابوريّ آخذَهُ على علاقتِه بالخُلفاءِ كما يُشيرُ إلى ذلكَ الطّوسي في إختيارِ معرفةِ الرّجالِ، وبشكلٍ عام إهتمَّ الشّيعةُ بآثارِه ومرويّاتِه ولا سيّما في ما لهُ علاقةٌ بإثباتِ فضلِ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) والقضايا ذاتُ الصّلةِ بالإمامةِ التي رويَت عنهُ، ومنها حديثُ النّقباءِ الإثني عشرَ الذي حظيَ باهتمامٍ كبيرٍ في آثارِ الإماميّةِ واستُندَ عليهِ في إثباتِ إمامةِ الأئمّةِ الإثني عشرَ (عليهم السّلام)، بَل يُلاحظُ في رواياتِ الشّيعةِ أحاديثُ تُشعِرُ بتشيُّعِ إبنِ مسعودٍ.