"يا علي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع" فهل الرؤيا والسمع هنا مشروط بالكلام والايات القرأنية على النبي الاكرم (ص)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام . يا علي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع فهل الرؤيا والسمع هنا مشروط بالكلام والايات القرأنية على النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ونحن نعلم ان الله عز وجل اخذ من نور الجلالة وقسمه قسمين وامر النصف الاول أن كن محمد والثاني كن علي وهنا نتيقن بأنهما واحد ولكن اختلف كل منهم بالتسمية والمقامات . وجزاكم الله خير الجزاء

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله

هذا المقطعُ جزءٌ مِن خُطبةٍ طويلةٍ لأميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) في نهجِ البلاغةِ، كشفَ فيها عَن منزلتِه مِن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) جاءَ فيها: (وقَد عَلِمتُم مَوضِعِي مِن رَسُولِ اللَّه (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، بِالقَرَابَةِ القَرِيبَةِ والمَنزِلَةِ الخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدرِه، ويَكنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرفه، وكَانَ يَمضَغُ الشَّيءَ ثُمَّ يُلقِمُنِيه، ومَا وَجَدَ لِي كَذبَةً فِي قَولٍ ولَا خَطلَةً فِي فِعلٍ، ولَقَد قَرَنَ اللَّه بِه (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، مِن لَدُن أَن كَانَ فَطِيماً أَعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلَائِكَتِه، يَسلُكُ بِه طَرِيقَ المَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخلَاقِ العَالَمِ لَيلَه ونَهَارَه، ولَقَد كُنتُ أَتَّبِعُه إتِّبَاعَ الفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرفَعُ لِي فِي كُلِّ يَومٍ مِن أَخلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالإقتِدَاءِ بِه، ولَقَد كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيرِي، ولَم يَجمَع بَيتٌ وَاحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإِسلَامِ، غَيرَ رَسُولِ اللَّه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وخَدِيجَةَ وأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ، ولَقَد سَمِعتُ رَنَّةَ الشَّيطَانِ حِينَ نَزَلَ الوَحيُ عَلَيه (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ، فَقَالَ هَذَا الشَّيطَانُ قَد أَيِسَ مِن عِبَادَتِه، إِنَّكَ تَسمَعُ مَا أَسمَعُ وتَرَى مَا أَرَى، إِلَّا أَنَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ.. 

 

وقد ذكرَ إبنُ أبي الحديدِ روايةً عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلام) يُبيّنُ فيها ما كانَ يسمعُه ويراهُ أميرُ المُؤمنينَ، وذلكَ في تعليقِه على خُطبةِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) بقولِه: (ورويَ عَن جعفرٍ بنِ محمّدٍ الصّادقِ (عليهما السّلام) قالَ: كانَ عليٌّ (عليهِ السّلام) يرى معَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) قبلَ الرّسالةِ الضّوءَ، ويسمعُ الصّوتَ، وقالَ (صلّى اللهُ عليهِ و آله وسلّم) لهُ: لو لا أنّي خاتمُ الأنبياءِ لكُنتَ شريكاً في النّبوّةِ، فإن لم تكُن نبيّاً فإنّكَ وصيُّ نبيّ ووارثُه، بَل أنتَ سيّدُ الأوصياءِ، و إمامُ الأتقياءِ)  

 

وعليهِ ما كان يسمعُه الإمامُ عليّ ويراهُ كما نصَّ عليهِ في خُطبتِه وما ذُكرَ في روايةِ الإمامِ الصّادقِ (عليه السّلام) لا علاقةَ لهُ بالقُرآنِ أو نزولِ الوحي، فقَد أكّدَت الرّوايةُ أنَّ للإمامِ علي (عليه السّلام) مقامٌ دونَ الرّسالةِ، فمعَ أنَّ أبوابَ الغيبِ قَد تُفتَحُ أمامَه إلّا انَّ ذلكَ لا يكونُ وحياً ونبوّةً.