هل الامام المهدي عج غائب ام مغيب ؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنّسبةِ لمسألةِ الإمامةِ فهيَ تتقوّمُ بـــثلاثة أطرافٍ  

1 ـ الجانبُ الخاصُّ باللهِ تعالى : حيثُ أنّه تعالى ـ طبقاً لقاعدةِ اللّطفِ ـ قد جعلَ بينَ عبادِه مَن يقومُ بهدايتِهم عبرَ إرشادِهم وإيصالِهم إلى المطلوبِ ومَن يتكفّلُ بهذهِ المُهمّةِ هوَ الإمامُ ، قالَ تعالى: (وجعلناهُم أئمّةً يهدونَ بأمرِنا).

2 ـ الإمامُ : حيثُ أنّهُ مُكلّفٌ بأداءِ وظيفةٍ إلهيٍّة، تتمحورُ بكُلِّ ما يخصُّ أمورَ العبادِ سواءٌ كانت في أمورِ معاشِهم أو معادِهم، قالَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) : لنا حقٌّ فإن أُعطيناهُ وإلا ركِبنا أعجازَ الإبلِ وإن طالَ السّرى. 

نهجُ البلاغةِ شرحُ محمّد عبدة 4 / 142 . 

والإمامُ في أتمِّ الإستعدادِ والجهوزيّةِ للقيامِ بهذهِ المُهمّةِ على أكملِ وجهٍ غيرَ أنَّ الأمرَ يتوقّفُ على الجانبِ الثّالث. 

3 ـ العبادُ: وهُم عامّةُ البشريّةِ الذينَ ينبغي لهُم أن يكونُوا مؤهّلينَ لتقبُّلِ الحُجّةِ الإلهيّةِ (الإمام) و الإقتداءِ بهِ ومُقايسةِ أفعالِهم طِبقاً لهُداه، ولمّا كانَت البشريّةُ على خلافِ هذا التّوجّهِ، فهُم غيرُ مُؤهّلينَ لأن يكونَ الإمامُ ظاهِراً بينَهُم، فكانَ لزوماً على الإمامِ أن يتّخذَ جانبَ الخفاءِ والسّرّيّةِ، فهوَ طبقاً للإخلالِ البشريّ بهذهِ المنظومةِ يكونُ (غائِباً). 

كما أنّنا لو سلّمنا بأنَّ ظهورَ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجَه) خاصٌّ باللهِ تعالى لمصلحةٍ هوَ تعالى أعلمُ بها فهوَ مِن هذا الجانبِ (مُغيّبٌ).