ما معنى كنه الذات اننا لا نعلم كنه ذات الباري يعني توضيح كلمة "الكنه والذات" ولماذا قرنوا الكنه بالذات ؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى (الكُنهِ) كما وردَ في اللّغةِ يُرادُ بهِ جوهرُ الشّيءِ وغايتُه وقدرُه ووقتُه ووجهُه كما في (القاموسِ المُحيطِ) للفيروزآبادي, وفي (مجمعِ البحرينِ) للطّريحيّ: كنهُ الشّيءِ: نهايتُه, وحقيقتُه. قلتُ: واختيارُ أحدِ هذهِ المعاني يكونُ مِن خلالِ القرائنِ أو السّياقِ كما هوَ معروفٌ بينَ أهلِ العلمِ. وعلى هذا الأساسِ فارتباطُ هذهِ الكلمةِ بكلمةِ الذّاتِ إرتباطٌ صحيحٌ واستعمالٌ متداولٌ بينَ أهلِ العلمِ قديماً وحديثاً, يُرادُ مِن إطلاقِه في عباراتِهم بيانُ حقيقةِ الذّاتِ المُقدّسةِ وجوهرِها بالنّسبةِ للباري عزّ وجلّ , ويُؤيّدُ أنَّ هذهِ الكلمةَ مُستعملَةٌ قديماً ما رواهُ الشّيخُ الصّدوقُ (رضوانُ الله تعالى عليه) في كتابِه (الأمالي) , في الحديثِ رقم (693) من طبعةِ مؤسّسةِ البعثةِ بإسنادِه إلى أبي عبدِ اللهِ الصّادقِ (عليه السّلام) أنّه قالَ: ما كلّمَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) العبادَ بكُنهِ عقلِه. أي أنّه كانَ يُكلّمُهم على قدرِ عقولِهم وبما يفهمونَه, ولا يُكلّمُهم بالمستوى العالي لعقلِه الشّريف , ولِذا وردَ عنهُ أنّهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قالَ: إنّا معاشرَ الأنبياءِ أُمِرنا أنْ نُكلّمَ النّاسَ على قدرِ عقولِهم, كما في كتابِ (البحار) للمجلسيّ [84:1/6 ,7] وهكذا كانَ يفعلُ سيّدُ الأوصياءِ معَ النّاسِ, إذ وردَ عنهُ أنّهُ قالَ: كلّموا النّاسَ على قدرِ عقولِهم, أتحبّونَ أنْ يُكذّبَ اللهُ ورسولُه, كما في صحيحِ البُخاريّ بإسنادِه إلى أميرِ المؤمنينَ الإمامِ عليّ (عليه السّلام). فنسألُ اللهَ تعالى أنْ نكونَ وُفِّقنا في بيانِ الإجابةِ عَن سؤالِكم. ودمتُم سالِمين.