هل أن غير المؤمنين بولاية الإمام ممكن أن يدخلوا الجنة؟

هل أن غير المؤمنين بولاية الإمام ممكن أن يدخلوا الجنة حسب هذه الرواية الموجودة في تفسير القمي في آخر سورة المؤمنون عن ابي جعفر الباقر قال قلت له جعلت فداك ماحال الموحدين المقرين بنبوة محمد( ص) من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم. فقال اما هؤلاء في حفرهم لايخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خداً الى الجنة التي خلقها الله بالمغرب....... وما صحة هذه الرواية؟ وماذا عن حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية، اي هل من الممكن أن يدخل الجنة من مات ولم يعرف امام زمانه؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنّسبةِ لعقيدتِنا في مصيرِ غيرِ الشّيعةِ مِن فرقِ المُسلمينَ، فهُم على قسمين : 1 ـ النّواصبُ الذينَ يُبغضونَ أهلَ البيتِ (عليهمُ السّلام) فلا إشكالَ في كُفرِهم وخلودِهم في النّار. 2 ـ سائرُ طوائفِ المُسلمينَ مِنَ المُستضعفينَ الذينَ لا ينصبونَ العداءَ لأهلِ البيتِ (عليهم السّلام) فهؤلاءِ عبّرَت الرّواياتُ عنهُم بــ (المرجونَ)، أي الذينَ يُوكَلُ أمرُ حسابِهم ومصيرِهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وإليكَ هذهِ الرّواياتِ التي أكدَت على ذلكَ : أ ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ نَحْوَهُ وَزَادَ قُلْتُ إِنَّمَا نَقُولُ إِنَّ النَّاسَ عَلَى وَجْهَيْنِ كَافِرٍ وَمُؤْمِنٍ فَقَالَ فَأَيْنَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً وَأَيْنَ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ أَيْنَ عَفْوُ اللَّهِ. ب ـ وعَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ قَالَ هُمْ أَهْلُ الْوَلَايَةِ قُلْتُ وَأَيُّ وَلَايَةٍ فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِوَلَايَةٍ فِي الدِّينِ وَلَكِنَّهَا الْوَلَايَةُ فِي الْمُنَاكَحَةِ وَالْمُوَارَثَةِ وَالْمُخَالَطَةِ وَهُمْ لَيْسُوا بِالْمُؤْمِنِينَ وَلَا بِالْكُفَّارِ وَهُمُ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ.  قالَ العلّامةُ المجلسيُّ:  إعلَم أنَّ الذي يقتضيهِ الجمعُ بينَ الآياتِ والأخبارِ أنَّ الكافرَ المُنكرَ لضروريٍّ مِن ضروريّاتِ دينِ الإسلامِ مُخلّدٌ في النّار، لا يُخفّفُ عنهُ العذابُ إلّا المُستضعفُ النّاقصُ في عقلِه أو الذي لَم تتمَّ عليهِ الحُجّةُ ولَم يُقصِّر في الفحصِ والنّظرِ، فإنّهُ يُحتمَلُ أن يكونَ منَ المَرجويّينَ لأمرِ اللهِ - كما سيأتي تحقيقُه في كتابِ الإيمانِ والكُفرِ - وأمّا غيرُ الشّيعةِ الإماميّةِ مِنَ المُخالفينَ وسائرِ فرقِ الشّيعةِ مِمَّن لَم ينكِر شيئاً مِن ضروريّاتِ دينِ الإسلامِ فهُم فرقتانِ: إحداهُما المُتعصّبونَ المُعاندونَ منهُم مِمَّن قَد تمَّت عليهم الحُجّةُ فهُم في النّارِ خالدونَ، والأُخرى المُستضعفونَ منهُم وهُم ضعفاءُ العقولِ مثلَ النّساءِ العاجزاتِ والبُلهِ وأمثالُهم ومَن لَم تتمَّ عليهِ الحُجّةُ ممَّن يموتُ في زمانِ الفترةِ، أو كانَ في موضعٍ لَم يأتِ إليهِ خبرُ الحُجّةِ فهُم المُرجونَ لأمرِ اللهِ، إمّا يُعذّبُهم وإمّا يتوبُ عليهِم، فيُرجى لهُم النّجاةُ منَ النّار. بحارُ الأنوارِ 29 / 34. وقالَ الشّيخُ الحرُّ العامليّ : إعلَم ثانياً أنَّ الزّائدَ فيهم (عليهم السّلام) كالنّاقصِ منهُم (عليهم السلام) واحِداً في أصلِ ثبوتِ الكُفرِ الحقيقيّ الباطنيّ، واشتراكُ كلِّ مَن كانَ على خلافِ الحقِّ في الضّلالةِ والبطلانِ، ولكِنَّ المُتأمّلَ في آياتٍ كثيرةٍ والأخبارِ المُتظافرةِ، يجدُ أنَّ العذابَ الموعودَ، والعقابَ المعهودَ، لمَن أنكرَ وجحدَ، وتولّى وعندَ، وكذّبَ وأصرَّ، وأدبرَ واستكبرَ، وإنَّ مَن عرفَهم (عليهم السّلام) وأقرّ بهم وصدّقَهم، أو جهلَهُم أو بعضَهم، مِن غيرِ إنكارٍ وتكذيبٍ وعداوةٍ يُرجى لهُ الرّحمةُ والمغفرةُ وإن تولّى غيرَ مواليه. وسائلُ الشّيعةِ 6 / 17.  أمّا الرّوايةُ التي ذكرتموها فإسنادُها صحيحٌ دونَ كلامٍ، ولا خلافَ بينَها وبينَ ما تقدّم لعدّةِ أسبابٍ: أوّلاً : إنَّ كونَهم منَ (المرجويينَ) الذين تُرجى لهُم رحمةُ اللهِ تعالى ما لم يكونُوا نُصّاباً، فإنّهم جزاءً على إيمانِهم بظواهرِ الإسلامِ يُجزونَ بحسبِ ما ذكرَتهُ الرّوايةُ بشيءٍ يُشبهُ الجنّةَ عبّرَت عنهُ الرّوايةُ بالجنّةِ، ولِذا يقولُ الشّيخُ الحرُّ العامليّ : أنَّ الذي يظهرُ مِن مطاوي الأخبارِ، أنَّ الجنّةَ مُحرّمةٌ على المُشركينَ والكُفّارِ الجاحدينَ وأمّا مَن هوَ في حُكمِهم في بعضِ الآثارِ، فلا يظهرُ مِن تلكَ الأخبارِ شمولُها لهُ معَ أنَّ عدمَ الدّخولِ في الجنّةِ المعهودةِ غيرُ مُستلزمٍ للدّخولِ في النّارِ، فإنَّ للهِ تعالى أن يعفو عَن بعضِهم ويخلُقَ لهُم ما يتنعّمونَ فيهِ غيرَ الجنّةِ. وسائلُ الشّيعةِ  وأما ميتةُ الجاهليّةِ بسببِ عدمِ معرفةِ الإمامِ فهيَ على مَن قامَت عليهِ الحُجّةُ وجحدَها، فهوَ مَن يموتُ الميتةَ الجاهليّة. نفسُ المصدر