ما هي ادلة جواز الدخول للمرقد المقدس في سامراء وهو ارث الامام الحجة-عجل الله فرجه-وبيته؟وهل كان الناس يدخلونه مباشرة بعد الغَيبة؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذنُ الإمامِ العسكريّ كافٍ في دخولِ دارِه المُشتملِ على قبرِه الشّريفِ وسِردابِ الغيبة، ونقلَ صاحبُ البِحارِ (ره) عَن أمالي الشّيخِ الطّوسيّ، عَن الفحّامِ عَن المنصوريّ عَن عمِّ أبيهِ قالَ قلتُ للإمامِ عليٍّ بنِ مُحمّدٍ عليهِ السّلامُ علّمني يا سيّدي دُعاءً أتقرّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بهِ فقالَ لي هذا دُعاءٌ كثيراً ما أدعو بهِ وقَد سألتُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن لا يُخيّبَ مَن دعا بهِ في مَشهدي وهوَ يا عُدّتي عندَ العددِ ويا رجائِي والمُعتمَد ويا كهفي والسّند ويا واحدُ يا أحد ويا قُل هوَ اللهُ أحَد أسألُكَ اللّهمَّ بحقِّ مَن خلقتَهُ مِن خلقِكَ ولَم تجعَل في خلقِكَ مِثلَهُم أحداً صلِّ على جماعتِهم وافعَل بي كذا وكذا. فقولهُ عليهِ السّلام (في مشهدِي) ظاهرٌ في حثّهِ على زيارةِ مرقدِه الشّريفِ المُستلزم الدّخولَ فيه. وأوضحُ منهُ ما وردَ مِن جوازِ الدّخولِ لتلكَ البقاعِ المُقدّسةِ لمَن كانَ مِن أوليائِهم  ففي الأمالي للشّيخِ الطّوسيّ: الفحّامُ قالَ حدّثني أبو الطّيّبِ أحمدُ بنُ محمّدٍ بنِ بطّةَ وكانَ لا يدخلُ المشهدَ ويزورُ مِن وراءِ الشُّبّاكِ فقالَ لي جئتُ يومَ عاشوراءَ نصفَ نهارٍ ظهيرٍ والشّمسُ تغلي والطّريقُ خالٍ مِن أحدٍ وأنا فزِعٌ مِنَ الدّعاةِ ومِن أهلِ البلدِ الجُفاةِ إلى أن بلغتُ الحائطَ الذي أمضي منهُ إلى الشُّبّاكِ فمددتُ عيني وإذا برجُلٍ جالسٍ على البابِ ظهرُه إليَّ كأنّهُ ينظرُ في دفترٍ فقالَ لي إلى أينَ يا أبا الطّيّبِ بصوتٍ يُشبهُ صوتَ حُسينٍ بنِ عليٍّ بنِ أبي جعفرٍ بنِ الرّضا فقلتُ هذا حُسينٌ قَد جاءَ يزورُ أخاهُ قلتُ يا سيّدي أمضِي أزورُ مِنَ الشّبّاكِ وأجيئُكَ فأقضِي حقّكَ قالَ ولمَ لا تدخلُ يا أبا الطّيّبِ فقلتُ لهُ الدّارُ لهَا مالِكٌ لا أدخلُهَا مِن غيرِ إذنِه فقالَ يا أبا الطّيّبِ تكونُ مولانا رِقّاً وتوالينا حقّاً ونمنعُكَ تدخلُ الدّارَ. وقالَ الشّيخُ نوّرَ اللهُ مرقدَهُ في التّهذيبِ، قالَ الشّيخُ رحمَهُ اللهُ إذا أتيتَ سُرَّ مَن رأى فاغتسِل قبلَ أن تأتي المشهدَ على ساكنِه السّلام فإذا أتيتَه فقِف بظاهرِ الشّبّاكِ واجعَل وجهكَ تِلقاءَ القِبلةِ وقُل... هذا الذي ذكرَهُ مِنَ المنعِ مِن دخولِ الدّارِ هوَ الأحوطُ والأولى لأنَّ الدّارَ قَد ثبُتَ أنّها مُلكٌ للغيرِ ولا يجوزُ لنا أن نتصرّفَ فيها بالدّخولِ فيها ولا غيرِه إلّا بإذنِ صاحبِها ولَم ينقطِع العذرُ لنا بإذنِهم عليهم السّلام في ذلكَ فينبغِي التّوقّفُ في ذلكَ والإمتناعُ منهُ ولَو أنَّ أحداً يدخلُها لَم يكُن مأثوماً خاصّةً إذا تأوّلَ في ذلكَ ما رُويَ عنهُم عليهم السّلام مِن أنّهُم جعلُوا شيعتَهُم في حلٍّ مِن مالِهم وذلكَ على عمومِه وقَد رُويَ في ذلكَ أكثرُ مِن أن يُحصى وقَد أورَدنا طُرفاً منهُ فيما تقدّمَ في بابِ الأخماسِ.  وقالَ العلّامةُ المَجلسيُّ (قُدّسَ سِرّهُ) وأمّا الدّخولُ في الدّارِ للزّيارةِ فالأظهرُ جوازُه لِما ذكرَهُ الشّيخُ رحمَهُ اللهُ وللتّعليلِ الذي سبقَ في خبرِ أبي الطّيّبِ الدّالِّ على عمومِ الحُكمِ ولروايةِ ابنِ قولويه هذهِ ولِما سيأتي في الزّياراتِ الجامعةِ مِنَ الوقوفِ عندَ القبرِ واللّصوقِ بهِ والإنكبابِ عليهِ ولعملِ قُدماءِ الأصحابِ وأربابِ النّصوصِ مِنهُم وتجويزِهم ذلكَ واللهُ أعلمُ. بحارُ الأنوار ج : 99 ص : 63 وقالَ الشّيخُ الحُرُّ العامليّ:  وَقَدْ عُلِمَ طِيبَةُ نَفْسِ الْمَالِكِ عليه السلام لِدُخُولِ الدَّارِ وَعَدَمِ الضَّرَرِ عَلَيْهِ وَحُصُولِ زِيَارَةِ التَّعْظِيمِ لَهُ وَلِأَبِيهِ وَجَدِّهِ عليهمُ السلام مَعَ عُمُومِ أَحَادِيثِ الزِّيَارَاتِ وَإِطْلَاقِهَا الدَّالِّ عَلَى الْإِذْنِ وَعَدَمِ وُصُولِ النَّهْيِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْوُجُوهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وسائلُ الشّيعة ج : 14 ص : 572