كيف نرد المخالفين بدليل مقنع حول قضية النخاسين والسيدة نرجس عليها السلام " لم يقع شيء في ايدي النخاسين الا افسدوه "

: اللجنة العلمية

إذا أردنا التّعرُّفَ على تاريخِ السّيّدةِ نرجسَ عليها السّلامُ قبلَ تشرُّفِها بالزّواجِ منَ الإمامِ العسكريّ عليهِ السّلامُ، تواجِهُنا فرضيّتانِ، بحسبِ الرّواياتِ الواردةِ في ذلكَ: الأولى: إنّها كانَت مملوكةً للإمامِ الهادي عليهِ السّلام، فيدعو الإمام عليهِ السّلامُ نخّاساً من بائعي العبيدِ موالياً لهُ قَد علّمُه أحكامَ الرّقيقِ وفقهِه في تجارتِه، يُدعى بشراً بنَ سليمانَ النّخّاسِ ... فيأمرُه بالسّفرِ إلى بغدادَ ويُحدّدُ له الزّمانَ والمكانَ والبائعَ، ويصفُ لهُ الجاريةَ وبعضَ سلوكِها ، فمِن ذلكَ أنّها تمتنعُ منَ السّفورِ ولمسِ مَن يحاولَ لمسَها ، وإذ يضرُّ بها النّخّاسُ تصرخُ بالرّوميةِ صرخةً، قالَ الإمامُ : فاعلَمُ أنّها تقولُ : واهتكَ سِتراهُ! .. ومِن ذلكَ: أنّها تنطقُ العربيّةَ بطلاقةٍ ويعطيهِ الإمامُ عليه السّلامُ صُرّةً منَ النّقودِ وكتاباً مُلصقاً بخطٍّ روميٍّ ولغةٍ روميّةٍ ومختومٍ بخاتمِه الخاص. ويذهبُ بشرّ النّخّاس إلى بغدادَ ويشاهدُ كلَّ ما حدّدَه لهُ الإمامُ ، ورآها تدفعُ عَن نفسِها المُشترينَ بضراوةٍ قائلةً لأحدِهم : لو برزَت في زيّ سُليمانَ وعلى مثلِ سريرِ مُلكِه ما بدَت لي فيكَ رغبةٌ .. فأشفقَ عليها مالكُها ، فيقولُ: فما الحيلةُ ولا بُدَّ مِن بيعِكِ ، فتقولُ الجاريةُ : وما العجلةُ ، ولا بُدَّ مِن إختيارِ مُبتاعٍ يسكنُ قلبي إلى أمانتِه ، وهُنا يقومُ بشرّ إلى بائعِها ويُقدّمُ لهُ الكتابَ ويأمرُه بدفعِه إلى الجاريةِ قائِلاً : أنّهُ لبعضِ الأشرافِ كُتبَهُ بلُغةٍ روميّةٍ وخطٌّ روميٍّ، ووصفَ فيهِ كرمَهُ ووفاءَه ونُبلَه وسخاءَه ، فناولها لتتأمّلَ منهُ أخلاقَ صاحبِه فإن مالَت إليهِ ورضيَت بهِ فأنا وكيلُه في إبتياعِها منكَ، وقَد جرى كُلُّ ذلكَ بحسبِ وصفِ الإمامِ وأمرِه وتخطيطِه. الثّانيةُ: ما رواهُ الصّدوقُ أيضاً في كمالِ الدّينِ وقَد أثبتَ أنَّ السّيّدةَ نرجس كانَت جاريةً للسّيّدةِ حكيمةَ بنتِ الجوادِ (عليهما السّلام) وقَد وهبَتها لابنِ أخيها.  وأمّا الرّوايةُ التي أشرتُم لها، والتي تفيدُ أنّهُ (ما وقعَ شيءٌ في أيدي النّخّاسينَ إلّا أفسدوهُ)، فهيَ محمولةٌ على الغالبِ، بدليلِ نفسِ الرّوايةِ التي تُؤكّدُ حفظَ وسلامةَ السّيّدةِ حميدةَ والدةِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ عليهما السّلام، قالَ الإمامُ الصّادقُ عليه السّلامُ عنها : حميدةُ مُصفّاةٌ منَ الأدناسِ كسبيكةِ الذّهبِ ما زالَت الأملاكُ تحرسُها حتّى أدَّت إليَّ كرامةً منَ اللهِ لي والحُجّةَ مِن بعدي. الكافي 1 / 477  وكذلكَ السّيّدةِ نجمةُ والدةُ الإمامِ الرّضا (عليه السّلام) روى الصّدوقُ قالَ حدّثني عليٌّ بنُ ميثَم عَن أبيهِ قالَ لمّا إشترَت الحميدةُ أمُّ موسى بنِ جعفرٍ عليهما السّلامُ أم الرّضا عليه السّلامُ نجمة ذكرَت حميدةُ أنّها رأت في المنامِ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه يقولُ لها يا حميدةِ هبي نجمةً لابنِك موسى فإنّهُ سيولدُ لهُ منها خيرُ أهلِ الأرضِ فوهبَتها لهُ فلمّا ولدَت لهُ الرّضا عليه السّلام سمّاها الطّاهرةَ وكانَت لها أسماءٌ منها نجمةٌ وأروى وسكنٌ وسمانٌ وتكتمُ وهو آخرُ أساميها.  قالَ عليٌّ بنُ ميثم سمعتُ أبي يقولُ سمعتُ أمّي تقولُ كانَت نجمةٌ بِكراً لمّا إشترَتها حميدةُ. عيونُ أخبارِ الرّضا (ع) 1 / 17 وكذا السّيدةُ سبيكةُ والدةُ الإمامِ الجوادِ (عليهما السّلام) فقَد كانَت مِن أفضلِ نساءِ زمانِها، وقَد أشارَ إليها النّبيُّ الأعظمُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم) بقولِه: «بأبي ابنُ خيرةِ الإماءِ النّوبيّة الطّيّبة» كشفُ الغُمّة 2 / 351.