الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
1 ـ الخلاف ليس في جميع مواضع السجود بل في مسجد الجبهة، فشيعة أهل البيت (عليهم السلام) تبعاً لأئمتهم يبيحون السجود على غير المأكول والملبوس، فيصح السجود عندهم على التراب والحصى والحجر والطين والخشب، نعم هناك حث على السجود على تربة الإمام الحسين (عليه السلام) أما ما يقوم به المخالفون من السجود على السجاد أو الكاربت أو الموكيت فهو بدعة البِدعة لغةً:
للبِدعة في اللغة اصلان؛ أحدهما: (البَدع)، وهو مأخوذ من (بَدَعَ)، وثانيهما: (الابداع)، وهو مأخوذ من (أبدعَ).
وكلا هذين الاصلين يعطي معنى واحداً، وهو عبارة عن انشاء الشيء لا على مثالٍ سابق، واختراعه وابتكاره بعد ان لم يكن.
يقول الفراهيدي: عن (البَدع): (هو أحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة)(1).
ويقول الراغب عن (الابداع): (هو انشاء صفةٍ بلا احتذاء واقتداء))(2).
وينص الأزهري على ان (الابداع) أكثر استعمالاً من (البَدع)، وهذا لا يعني ان استعمال (البَدع) خطأ، وانما هو صحيح ولكنه قليل، فيقول في ذلك: و(أبدعَ أكثر في الكلام من بَدَعَ، ولو استعمل بَدَع لم يكن خطأ) (3).
وعلى هذا الاساس تقول من (البَدع): (بدعتُ الشيء إذا أنشأته)(4).
وتقول من (الابداع): ابتدع الشيء: أي (أنشأه وبدأه)(5)، وتقول أيضاً: (أبدعت الشيء أي اخترعته لا على مثال)(6).
البدعة اصطلاحاً:
إن كلمة (البدعة) لم تستعمل في الاصطلاح الشرعي إلا فيما هو مذموم، والروايات الواردة عن النبي الأكرم (ص) وأهل بيته (ع) تصل في كثرتها إلى حد الاستفاضة في هذا النحو من الاستعمال.
المزيدبحسب الإمام مالك!!
قال ابن تيمية ابن تيمية: تقي الدين أحمد الحراني الدمشقي الحنبلي : ( 661 ـ 728 ) هجري ( 1263 ـ 1328 ) ميلادي أصله غير عربي , كان معادياً للصوفية و الشيعة بسبب و بلا سبب , و كان من أشد النواصب لمذهب التشيع , و هو أول من أفتى بحرمة زيارة قبر النبي محمد ( ص ) ليقطع الطريق على كل زائر , و عد السفر إلى زيارة قبر النبي ( ص ) عملاً محرماً يجب إتمام الصلاة فيه , و هذه الآراء التي أطلقها
المزيد:
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون على سجادة لكن صلى على خمرة وهي شيء يعمل من الخوص يتقى به حر الأرض وكان يصلي على الحصير والتراب وروى أن بعض العلماء قدم وقرش في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأمر مالك رحمه الله يحبسه وقال أما علمت أن هذا في مسجدنا بدعة. مختصر الفتاوى المصرية ص55.
2 ـ الجواب إجمالاً : بالنسبة لقراءة الجر فالأرجل تكون معطوفة على الرؤوس فيكون تقدير الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيدامسحوا برؤوسكم وأمسحوا أرجلكم، وأما عند المخالفين فالعطف بقوله (وأرجلكم) يكون على الوجوه والأيدي، فكأنّه قال : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم.
لكن هذا القول مردود لأنه يفصل بين المتعاطفين بجملة معترضة وهو خطأ.
كما أنه حتى لو فرضنا أن قراءة النصب صحيحة (أرجلَكُم) فمع ذلك يكون الحكم هو المسح لأنها ستكون معطوفة على محل الجار والمجرور.
والثابت عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه كان يمسح قدميه حين يتوضئ، وإليك رواية صحيحة الإسناد، عن عبد خير عن على قال : كنت أرى ان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهرهم.
حدثنا عبد الله حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأبو خيثمة قالا حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي قال : كنت أرى ان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهرهما. تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح
مسند أحمد بتعليق شعيب الأرنؤوط 1 / 124 حديث رقم 1023
3 ـ ورد عن الرضا أنه قال :«أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا. قلت: يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس؛ فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا» بحار الانوار 2 /30.
أما الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم فبالإضافة الى كونه إحياءاً لأمرهم (عليهم السلام) فهو يدخل ضمن تعظيم الشعائر ومظهراً لإبراز مودتهم (صلوات الله عليهم).
قال الصادق (ع): إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا والينا.
بحار الأنوار 10/ 114