هَل سَلِمَ عُلماءُ الإماميّةِ مِن أقلامِ عُلماءِ السّلفيّةِ وأهلِ السّنّةِ

زينب عقيل/ العراق هَل سَلِمَ عُلماءُ الإماميّةِ مِن أقلامِ عُلماءِ السّلفيّةِ وأهلِ السّنّةِ بحسبِ قولِ الذّهبيّ في كتابِه (سِيرُ أعلامِ النّبلاءِ) الجُزء (41) الصّفحة (376)– إذْ يقولُ: (لَو أنَّ كُلَّ مَنْ أخطأ في اِجتهادهِ – معَ صِحّةِ إيمانِه، وتوخّيهِ لاِتّباعِ الحقِّ - أهدرناهُ، وبدّعناهُ، لقلَّ مَنْ يَسلمُ مِنَ الأئمّةِ معنا)؟

: اللجنة العلمية

الأخت زينب عقيل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لَم يَسلَم عُلماءُ الإماميّةِ مِن أقلامِ عُلماءِ السّلفيّةِ وأهلِ السّنّةِ، وذلكَ لأنَّهُم ورِثُوا مِن أسلافِهِم بعضَ الأفكارِ والأقوالِ التي كانَت تَدعو بوسائلَ شتّى - سواءٌ أكانَت مكتوبةً أم مسموعةً أم مَرئيّةً - إلى الطّعنِ في الشّيعةِ الإماميّةِ، لِئلّا تنكشفَ الحقائقُ الكثيرةُ لِـما جرى في حياةِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآلهِ وبعدَ وفاتِه مِن أحداثٍ خطيرةٍ مُؤلمةٍ كانَت السّببَ الرّئيسَ في الواقعِ المُتردّي الذي يعيشُهُ كثيرٌ منَ المُسلمينَ اليَوم، فلَم يكُنْ للسّلفيّةِ الوهّابيّةِ بُدٌّ إلّا أنْ يَسلكوا مَسلكَ الإعلامِ المُضلِّلِ الذي يُمكنُه التّلاعبُ بحقائقِ الأمورِ والذي يجعلُ مِنَ الحقِّ باطِلاً ومِنَ الباطلِ حقّاً كيفما يشاؤونَ حتّى تبقى الأمورُ بأيديهم وطِبقاً لِـما يُريدونَ وليسَ لِـما يُريدُه المُتتبّعُ المُنصِفُ الذي يبتغِي الحقيقةَ ويَنشدُها، فلِذا تراهُم يُصرّونَ - ولا يزالونَ - على جعلِ النّقدِ العِلميّ الذي قامَ عُلماءُ الشّيعةِ الإماميّةِ بهِ لكثيرٍ مِن أفعالِ الصّحابةِ بمنزلةِ الطّعنِ عليهم؛ فكانُوا يُصوّرونَ لجمهورِهم بأنَّ قصدَ الشّيعةِ مِن نقدِ الصّحابةِ إنّما هوَ لغرضِ الإساءةِ لشخصِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليه وآلهِ  وللدّينِ الإسلاميّ بأساليبِهم المُزيّفةِ المعروفةِ والمُنمّقةِ التي يتأثّرُ بِها كثيرٌ مِنَ السّامعين والمُتلقّينَ الذينَ لَم يكُن لهُم معرفةٌ بحقيقةِ المُجرياتِ ولَم يكُن لهُم اِطّلاعٌ على واقعِ الأحداثِ التّأريخيّةِ وخصوصاً أنَّ عُلماءَ السّلفيّةِ وتلاميذَهُم قَد تلوّثوا بلَوثةِ إبنِ تيميّةَ وغيرِه مِنَ المُتقدّمينَ مِـمَّن كانَ يُوجّهُ سِهامَ التّهمةِ لعُلماءِ الشّيعةِ الإماميّةِ في هذا الأمرِ، وإليكَ أخي القارئ نموذجينِ يُمثّلانِ حقيقةَ ذلك: 

الأوّلُ: ما وردَ عَن أبي زرعةَ الرّازيّ أحدِ عُلمائِهم المُتقدّمينَ المَعروفينَ، إذْ يقولُ في هذا الصّددِ: ((إذا رأيتَ الرّجلَ ينتقِصُ أحداً مِن أصحابِ رسولِ اللهِ (ص) فاعلَم أنّهُ زِنديقٌ، وذلكَ لأنَّ الرّسولَ حقٌّ والقُرآنَ حقٌّ وما جاءَ بهِ الرّسولُ حقٌّ، وإنّما أدّى إلينا ذلكَ كُلّهُ الصّحابةُ، فمَن جرحَهُم إنّما أرادَ إبطالَ الكِتابِ والسّنّةِ)). يُنظر: (مُختصرُ اليمانيّاتِ المَسلولةِ على الرّافضةِ المَخذولة ج1ص15).

والآخرُ: ما وردَ عَن إبنِ تيميّةَ في كتابِه المِنهاج (7/ 415)، إذْ يقولُ: ((والرّافضةُ ليسَ لهُم سعيٌ إلّا في هدمِ الإسلامِ ونقضِ عُراهُ وإفسادِ قواعدِه.  وقالَ أيضاً: ولا يطعنُ على أبي بكرٍ وعُمر إلّا أحدُ رجلينِ: إمّا رجلٌ مُنافقٌ زنديقٌ ملحدٌ عدوٌّ للإسلام يتوصَّلُ في الطّعنِ فيهما إلى الطّعنِ في الرّسولِ ودينِ الإسلامِ، وهذا حالُ المُعلِّمِ الأوّلِ للرّافضةِ أوّلُ مَن اِبتدعَ الرّفضَ وحالُ أئمّةِ الباطنيّةِ، وإمّا جاهلٌ مُفرِطٌ في الجهلِ)).

ودمتُم في رعايةِ اللهِ تعالى وحِفظه.