" تهدّمَت واللهِ أركانُ الهُدى"، لِماذا لَم يُنادِ جبريلُ بذلكَ عندَ وفاةِ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ

سندس فاهم السّلامُ عليكُم.. يذكرُ التّاريخُ أنَّ جبريلَ عليهِ السّلام نادى يومَ وفاةِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السّلام: تهدّمَت واللهِ أركانُ الهُدى، وهُنا أسألُ لِماذا لَم يُنادِ جبريلُ بذلكَ عندَ وفاةِ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ، معَ أنّهُ ماتَ مسموماً وهوَ أفضلُ منَ الإمامِ عليّ؟

: اللجنة العلمية

الأختُ سندُس فاهم، السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

هُناكَ بعضُ الخصوصيّاتِ لكلِّ واحدٍ منَ المَعصومينَ عليهم الصّلاةُ والسّلام وهذهِ الخصوصيّاتُ لا تعني أنَّ مَن يختصُّ بها يكونُ خيراً ممَّن لَم يختصّ، فمثلاً خُصَّ الإمامُ الحُسينُ عليهِ السّلام دونَ سائرِ المعصومينَ بأنَّ تُربتهُ الشّريفةَ فيها الشّفاءُ بحيثُ يُحرّمُ أكلُ الطّينِ مُطلقاً ومِن أيّ تُربةٍ، ما عدا تُربتِه عليهِ السّلام بمِقدارِ حُمّصةٍ وبغرضِ الإستشفاءِ، معَ أنَّ هذا لا يعني أفضليّةَ الحُسينِ عليهِ السّلام على جدّهِ وأبيه (صلواتُ اللهِ عليهِما).

فصيحةُ جبرائيلَ بينَ السّماءِ والأرضِ   (تهدّمَت واللهِ أركانُ الهُدى )لا يعني أنّها تفضيلٌ للوصيّ على النّبيّ صلواتُ اللهِ عليهما

على أنَّ في وفاةِ النّبيّ الأعظمِ صلّى اللهُ عليهِ وآله قَد حدثَ ما هوَ أعظَم، فقَد قالَ أميرُ المُؤمنينَ عليهِ السّلام وهوَ أعظمُ مِن جبرائيل عندَ تغسيلِه لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وتجهيزِه:

بأبي أنتَ وأمّي يا رسولَ اللهِ لقَد اِنقطعَ بموتِكَ ما لَم ينقطِع بموتِ غيرِك منَ النّبوّةِ والإنباءِ وأخبارِ السّماءِ خُصِصتَ حتّى صرتَ مسلياً عمَّن سِواكَ وعُممتَ حتّى صارَ النّاسُ فيكَ سواءٌ ولولا أنّكَ أمرتَ بالصّبرِ ونهيتَ عنِ الجزعِ لأنفدنا عليكَ ماءَ الشّئونِ ولكانَ الدّاءُ مُماطِلاً والكمدُ مُحالِفاً وقلا لك ولكنّهُ ما لا يُملكُ ردّهُ ولا يُستطاعُ دفعُه بأبي أنتَ وأمي اِذكُرنا عندَ ربّكَ واجعلنا مِن بالِك. نهجُ البلاغةِ 1 / 238

فلاحِظ كيفَ أنَّ الإمامَ أميرَ المؤمنين يُفرّغُ شحناتِ اللّوعةِ والأسى مِن صدرِه الشّريفِ على فقدِ خاتمِ الأنبياءِ والمُرسلينَ صلّى اللهُ عليهِ وآله) ويختمُ كلامه  وهو يرجو منَ النّبيّ ذكرَهُ عندَ ربّه.

ودمتُم سالِمينَ