ما معنى حديثِ الإمامِ الصّادق (ع): "مِنَ الذّنوبِ التي لا تُغتفرُ قولُ الرّجلِ يا ليتني لا آخذُ إلّا بهذا" وما نسبةُ صحّةِ متنِ الحديثِ وسندهِ ودلالته

: اللجنة العلمية

الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ 

الرّوايةُ المُشارُ إليها في السّؤالِ مرويّةٌ عنِ الشّيخِ الطّوسي (رض) في غيبته 133 ونقلها عنهُ العلّامةُ المجلسيُّ في البحار 50/250: سعدٌ عَن أبي هاشمٍ الجعفريّ قالَ: سمعتُ أبا محمّدٍ عليهِ السّلام يقولُ: منَ الذّنوبِ التي لا تُغتفرُ قولُ الرّجلِ يا ليتني لا أؤاخذُ إلّا بهذا، فقلتُ في نفسي: إنَّ هذا لهوَ الدّفيقُ ينبغي للرّجلِ أن يتفقّدَ مِن أمرِه ومِن نفسِه كلَّ شيءٍ، فأقبلَ عليَّ أبو محمّدٍ عليهِ السّلام فقالَ: يا أبا هاشِمٍ صدقتَ فالزم ما حدّثتَ بهِ نفسكَ فإنَّ الإشراكَ في النّاسِ أخفى مِن دبيبِ الذّرِّ على الصّفا في اللّيلةِ الظّلماء ومِن دبيبِ الذّرِّ على المسحِ الأسود.

ومِن جهةِ السّندِ الرّوايةُ مُعتبرةٌ إذا حكمنا بصحّةِ طريقِ الشّيخِ الطّوسي إلى سعدٍ بن أبي عبدِ اللهِ الأشعريّ ناقلِ الخبرِ عن أبي هاشم الجعفريّ.

أمّا مِن جهةِ الدّلالة فالمرادُ مِن اِسمِ الإشارةِ (هذا) هوَ الذّنبُ، والمقصودُ هوَ أنّ قولَ الإنسانِ ليتني لا أُحاسبُ إلّا على هذا الذّنبِ ذنبٌ مِن كبارِ الذّنوب لكونهِ يستبطنُ اِحتقاراً للذّنبِ، وقد وردَتِ الرّواياتُ الصّحيحةُ الصّريحةُ أنَّ احتقارَ الذّنبِ كبيرةٌ منَ الكبائر!

وقَد وردَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام في نهجِ البلاغة 4/110: أشدُّ الذّنوبِ ما استخفّ به صاحبه.

عِلماً أنَّ هذه الرّوايةَ قد حوَت كرامةً لسيّدنا ومولانا الإمامِ العسكريّ عليهِ السّلام وهيَ إخبارهُ بما في نفسِ أبي هاشمٍ الجعفريّ ولذلكَ أوردها عُلماؤنا في شواهدِ إمامته.