لِماذا يومُ الجمعةِ مُباركٌ؟

: اللجنة العلمية

أنْ يكونَ هُناكَ زمنٌ مُباركٌ تتضاعفُ فيهِ الحسناتُ لا يَعني أنَّ أبوابَ السّماءِ مُغلقةٌ في غيرهِ مِنَ الأزمانِ، فبابُ رحمةِ اللهِ مفتوحٌ لعبادهِ في أيّ زمانٍ وفي أيّ مكانٍ وهوَ القائُل: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (53 الزّمرُ)، إلّا أنَّ اللهَ برحمتهِ على العبادِ خصّصَ لهُم أوقاتاً حضّهُم فيهَا على العبادةِ وضاعفَ لهُم فيهَا الحسناتِ، وهذا يدلُّ على عظيمِ كرمِ اللهِ ورحمتِهِ بعبادِهِ حيثُ أثابَهُم على أعمالِهِم في كُلِّ الأوقاتِ، ثُمَّ تكرّمَ عليهِم بأنْ ضاعفَ لهُم ثوابَ أعمالِهِم في أوقاتٍ حدّدهَا لهُم ورغّبَهُم فيها، وهذا ما جاءَتْ بهِ النّصوصُ وإستفاضَتْ بهِ الأخبارُ فمَا جاءَ مثلاً في فضلِ الجُمعةِ، قولُ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): الجُمُعَةُ كَفّارَةٌ لِما بَينَها وبَينَ الجُمُعَةِ الَّتي قَبلَها وزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيّامٍ؛ وذلِكَ بِأَنَّ اللهَ عزّوجلّ قالَ: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا). عنهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): أكثِروا مِنَ الصَّلاةِ عَلَىَّ يَومَ الجُمُعَةِ؛ فَإِنَّهُ يَومٌ تُضاعَفُ فيهِ الأَعمالُ. عنهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): إنَّ يَومَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيّامِ؛ يُضاعِفُ اللهُ فيهِ الحَسَناتِ، ويَمحو فيهِ السَّيِّئاتِ، ويَرفَعُ فيهِ الدَّرَجاتِ). وعَنِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السّلامُ) - في وَصفِ يَومِ الجُمُعَةِ - فيهِ ساعَةٌ مُبارَكَةٌ لا يَسأَلُ اللهَ عَبدٌ مُؤمِنٌ فيها شَيئاً إلاّ أعطاهُ. وعنِ الإمامِ الباقرِ (عليهِ السّلامُ): إنَّ الأَعمالَ تُضاعَفُ يَومَ الجُمُعَةِ؛ فَأَكثِروا فيهِ مِنَ الصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ)  وغيرِ ذلكَ منَ الأخبارِ. أمّا شهرُ رمضانَ فقَد خصّهُ اللهُ مِن بينِ شهورِ السّنةِ وفرضَ فيهِ الصّومَ على العبادِ والأخبارُ في فضلهِ لا تُحصى.