هلِ النّبيّ مُحمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ) ماتَ شهيداً ومَا الدّليلِ ؟!

السّفيرُ هِشام‏ السّلامُ عليكُم هلِ النّبيّ مُحمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ) ماتَ شهيداً ومَا الدّليلِ ؟!

: الشيخ مقداد الربيعي

عليكمُ السّلامُ  ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ توجدُ رواياتٌ عندَ الفريقينِ تُشيرُ إلى أنّهُ ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ) ماتَ مسموماً ، مِنهَا مَا رواهُ الحاكمُ النّيسابوريّ في مُستدركهِ على الصّحيحينِ عَن داودَ بنِ يزيدَ الأودي بسندٍ – لَم يتعقّبهُ الذّهبيُّ بشيء - ، قالَ: سمعتُ الشّعبيَّ يقولُ: واللهِ لقَد سُمَّ رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ) وسُمَّ أبو بكرٍ الصّديقُ وقُتلَ عُمرُ بنُ الخطّابِ صبراً وقُتلَ عُثمانُ بنُ عفّانَ صبراً وقُتلَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ صبراً وسُمَّ الحسنُ بنُ عليٍّ وقُتلَ الحُسينُ بنُ عليٍّ صبراً (رضيَ اللهُ عنهُم) فمَا نرجُو بعدَهُم. إنتهَى  [ المُستدركُ على الصّحيحينِ 3: 59]ومنهَا ما روَوهُ  عنِ ابنِ مسعودٍ ، قالَ : لأَنْ أَحْلِفَ تِسْعاً أنّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قُتِلَ قَتْلاً أَحَبُّ الي من أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أنّهُ لم يُقْتَلْ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا وَإتَّخَذَهُ شَهِيداً. قالَ الهيثميُّ في (مجمعِ الزّوائدِ) بعدَ نقلِ الرّوايةِ في ج8 ص  5 : (  رواهُ الطّبرانيُّ وأبويعلى بنحوهِ بإختصارٍ ورجالُ أبي يعلى رجالُ الصّحيحِ ) . وقالَ في ج9 ص 34 بعدَ نقلِ الرّوايةِ عَن مُسندِ أحمدَ  :  ( رواهُ أحمدُ ورجالهُ رجالُ الصّحيحِ ) .(إنتهى)ومِن مصادرِ الشّيعةِ ذكرَ ابنُ شهرِ آشوبَ في  " مناقبِ آلِ أبي طالبٍ "  : ( قالَ الحسنُ بنُ عليٍّ لأهلِ بيتهِ : إنّي أموتُبالسّمِّ كمَا ماتَ رسولُ اللهِ ، فقالَ لهُ أهلُ بيتهِ : ومنِ الذي يسمُّكَ ؟ قالَ : جاريَتِي أوِ امرأتِي) [ مناقبُ آلِ أبي طالبٍ 3: 175] وجاءَ في " المقنعةِ " للشّيخِ المُفيدِ : ( وقُبِضَ بالمدينةِ مسموماً يومَ الإثنينِ  لليلتينِ بقيتا مِن صفَرَ ، سنةَ عشرٍمِن هجرتهِ ، وهوَ ابنُ ثلاثٍ وستّينَ سنةً ) [ المقنعةُ : 456] وعنِ  الشّيخِ الطّوسيّ في " تهذيبِ الأحكامِ " : ( وقُبضَ بالمدينةِمسموماً يومَ الإثنينِ لليلتينِ بقيتا مِنْ صَفرٍ سنةَ عشرةٍ منَ الهجرةِ وهوَ ابنُ ثلاثٍ وستّينَسنةً ) . إنتهَى [ تهذيبُ الأحكامِ 6: 2] إذَن كونهُ ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ) ماتَ مسموماً شهيداً أمرٌ مُسلّمٌ ، ولكِنَّ الكلامَ في الذي سمّهُ ، فالرّواياتُ مُتضاربةٌ في هذا الجانبِ ، وحملَهَا على حادثةِ السّمِّ الذي قدّمَتهُ لهُ اليهوديّةُ في خيبر ( قبلَ موتهِ بثلاثِ سنواتٍ ) بعيدٌ  لعدّةِ مُلاحظاتٍ  .. راجِع مقالاً بهذا الخصوصِ على موقعِنَا. ودُمتُم سالِمينَ.