حُكمُ طاعةِ الوَالدَينِ إذَا تعارضَتْ مَعْ أمرٍ دينيّ ؟

علي احمد: هَلْ طاعةُ الوالدَينِ وَاجبةٌ إذا تعارضَتْ معَ أمرٍ دِينيّ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ عَليٌّ المُحترمُ، السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

يجبُ على الولدِ أنْ يُحسِنَ إلى والدَيهِ وأنْ يكرمَهمَا ويلبيِّ حاجتَهمَا قَدرَ الإمكانِ، ولكنْ لا تَجوزُ الطَّاعةُ للوالدينِ في المُحرَّمِ وتركِ الواجباتِ، فهذا مَنهيٌّ عنهُ بنصِّ القرآنِ الكريمِ والأحاديثِ الشَّريفةِ.

قالَ تعالى: ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا  فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ لقماان : 25 .

وجاءَ في الحديثِ عَنْ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ) أنَّهُ قالَ: (لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ). [وسائلُ الشِّيعةِ 16 : 154].

وذكرَ السَّيِّدُ الطَّباطبائيُّ فِي "الميزانِ"، قالَ: (في المناقبِ: مَرَّ الحُسينُ بنُ عليٍّ عَليهِ السَّلامُ عَلى عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَمرُو بنِ العَاص فَقالَ عَبدُ اللهِ: مَنْ أحَبَّ أنْ  يَنظُرَ إلى أحبِّ أهلِ الأرضِ إلى أهلِ السَّمَاءِ فليَنظُرْ إلى هَذا المُجتَازِ وَمَا كَلَّمتُهُ مُنذُ لَيالِي صِفّينَ.

فَأتى بهِ أبُو سعيدٍ الخُدريِّ إلى الحُسينِ (عَليهِ السَّلام) فقالَ لهُ الحُسينُ (عَليهِ السَّلام): أتَعلَمُ أنِّيي أحَبُّ أهلِ الأرضِ إلَى أهلِ السَّمَاءِ وَتَقَاتِلنِي وأبي يَومَ صِفّين؟ واللهِ إنَّ أبِي لَخَيرٌ مِنِّي فَاستَعذَرَ وَق وَقالَ إنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: أطِعْ أبَاكَ. فَقالَ لَهُ الحُسينُ عَليهِ السَّلام: أمَا سَمِعتَ قَولَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي م مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا).

وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ: (إنَّمَا الطَّاعَةُ بالمَعرُوفِ) ، وقولهُ: (لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصيَةِ الخَالِقِ). إنتهى [الميزانُ في تفسيرِ القرآنِ 16 : 220]

 

وَدُمتُمْ سَالمِين.