الحَديثُ المُتواتِرُ بَينَ السُّنّةِ والشّيعةِ.

عبدُ اللهِ/ السّعودية/: هلْ يوجَدُ فرقٌ في إصطلاحِ التّواترِ بَينَ السُّنةِ والشّيعةِ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ عبدُ اللهِ المُحترَمُ، السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَركاتُهُ

لافَرْقَ بَيْنَ السُّنَةِ وَالشِّيعَةِ فِي تَعْرِيفِ الْحَديثِ الْمُتَوَاتِرِ مِنْ حَيْثُ اللُّغَةُ أَوْ مِنْ حَيْثُ الْاِصْطِلَاحُ، فَأَمَّا مِنْ حَيْثُ اللُّغَةُ: فَإِنَّ الْمُرَادَ بِالتَّوَاتُرِ هُوَ التَّتَابُعُ، أَي مَجِيءُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ.

(يُنْظَرُ: كِتَابُ الْمِصْبَاحِ الْمُنِيرِ، لِلْفَيُّومِيِّ، ص647، وَكِتَابُ لِسَانِ الْعَرَبِ لِاِبْنِ مَنْظُورٍ: مَادَّةُ تَوَاتُرِ)، وَأَمَّا مِنْ حَيْثُ الْاِصْطِلَاحُ: فَقَدْ عُرِّفَ بِأَنَّهُ خَبَرٌ رَوَاهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ مِنَ الرُّوَاةِ، أَحَالَتِ الْعَادَةُ تَوَاطُؤَهُمْ أَوْ تَوَافُقَهُمْ عَلَى الْكَذِبِ، وَيَصْحَبُ خَبَرَهُمُ الْعِلْمُ.

(يُنْظَرُ: كِتَابٌ لِأَحَدِ عُلَمَاءِ السُّنَةِ، وَهُوَ شَرْحُ نُزْهَةِ النَّظَرِ لِاِبْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ ص43، وَكِتَابٌ لِأَحَدِ عُلَمَاءِ الشِّيعَةِ، وَهُوَ مِقباسُ الْهِدَايَةِ فِي عِلْمِ الدِّرَايَةِ، لِلمامقانيّ ج1 / ص90)، فَإِذَا اِجْتَمَعَتْ شُرُوطُ التَّوَاتُرِ فِي خَبَرٍ مُعَيَّنٍ حُكِمَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ خَبَرٌ مُتَوَاتِرٌ يُفِيدُ الْعِلْمَ وَالْيَقِينَ بِصُدُورِهِ مِنَ الْمَعْصُومِ عَلَيْهِ السَّلامُ.

مَعَ التَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ الْمَعْصُومَ (سَلامُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ) عِنْدَ الشِّيعَةِ الْإمَامِيَّةِ يَشْمُلُ النَّبِيَّ (ص) وَالْأئِمَّةَ الإثنا عَشَر، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ عَنْهُمْ، فِي حِينِ أَنَّ الْمَعْصُومَ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ أهْلِ السُّنَةِ يَتَمَثَّلُ بِشَخْصِ النَّبِيِّ (ص) فَقَطْ.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.