عقيدة ُالبداءِ والعلمِ بالغيبِ موجودةٌ عندَ أهلِ السنّةِ كما عندَ الشيعةِ !!

عبد الله/: يعتقدُ الشيعةُ عقيدةَ (البداءِ)، ثمّ يدّعونَ أنّ أئمتَهم يعلمونَ الغيبَ! فهلِ الأئمةُ أعظمُ منَ اللهِ؟!

: اللجنة العلمية

الأخُ عبدُ اللهِ المحترمُ، السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

عقيدةُ البداءِ عندَ الشيعةِ الإماميّةِ تعني أنّ اللهَ سبحانَه يغيّرُ في الآجالِ والأرزاقِ حسبَ الأعمالِ التي تصدرُ منَ العبدِ في بعضِ الأحيانِ كالدعاءِ والتصدّقِ وصلةِ الأرحام ِونحوِها .

وهذا المعنى نصَّتْ عليهِ الآية ُالكريمة ُالتي تقولُ : ( يمحو اللهُ ما يشاءُ ويُثبتُ وعندَه أمُّ الكتابِ ) الرعد :39.

فهناكَ لوحُ المحوِ والإثباتِ عندَه سبحانَه وتعالى ، وهوَ الذيْ يجريْ فيهِ البداءُ ، واللوحُ المحفوظُ الذيْ هو َأمُّ الكتابِ. 

وقد وردتْ عندَ أهلِ السنةِ من الرواياتِ التيْ تشابهُ قول َالشّيعةِ فيْ البداءِ ، كهذهِ الروايةِ التيْ يرويْها التّرمِذيُّ فيْ سُننِه عن الصحابيِّ سلمانَ الفارسيِّ (رضوانُ الله ِعليهِ) أنّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ) قالَ : ( لا يَردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ ).[ سنن الترمذي 3: 304]

فهذهِ الروايةُ تطابقُ تماماً عقيدةَ الشيعةِ في البداءِ التي تقولُ: إنَّ اللهَ يزيدُ وينقصُ في الآجالِ والأرزاقِ بحسبِ ما يصدرُ من أعمالٍ من العبدِ ، ولا يَنسبُ الشيعةُ الجهلَ للهِ سبحانَه في ذلكَ كلِّه بأنّه سبحانَه لم يكنْ يعلم ُبصدورِ هذا الفعلِ من عبدِه من حيثُ التصدّقُ أو الدعاءُ فيطيلُ في عمرِه أو يدفعُ البلاءَ عنهُ ، فهذا لا تقولُه الشيعةُ مطلقا ًولا يوجدُ مصدرٌ شيعيٌّ واحدٌ يقولُ ذلكَ ، بلْ يقولونَ يُوجدُ عندَه سبحانَه لوحٌ اسمُه لوحُ المحوِ والإثباتِ كما نصّتْ عليهِ الآية ُالكريمةُ تغيَّرُ فيهِ الآجالُ والأرزاقُ بحسبِ الأعمالِ الصادرةِ من العبدِ كالدعاءِ والتصدُّقِ وصلة ِالأرحامِ التي وردَ فيها أنّها تطيلُ الأعمارَ وتزيدُ في الأرزاقِ [ راجعْ :  المستدركَ للحاكمِ 1: 493، شُعبَ الإيمانِ للبيْهقيِّ 3: 214] .. هذا من حيثُ عقيدةُ البداءِ .

 أمّا منْ حيثُ العلمُ بالغيبِ ، فقدْ ثبتَ من مرويّاتِ أهلِ السُّنةِ أنّ عمرَ بنَ الخطّابِ قد علمَ الغيبَ ونادى ساريةَ بنَ زنيمٍ الذي بعثَه قائداً على إحدى الجيوشِ لبلادِ فارسَ ، فناداهُ وهوَ في المدينةِ : يا ساريةُ الجبلَ ، يا ساريةُ الجبلَ ، فاستندَ ساريةُ إلى الجبلِ وتحقّقَ لهمُ النصرُ على جيشِ الفُرسِ [ انظرْ : البدايةَ والنهاية َلابنِ كثيرٍ 7: 147 ، قالَ : هذا إسنادٌ جيِّد ٌحسنٌ ... ويقوّيْ بعضُه بعضاً ، وسلسلةُ الأحاديثِ الصحيحةِ للألبانيِّ 3: 101].

وكذلكَ أخرجَ الألبانيُّ في "إرواءِ الغليلِ" ج6 ص 61 حديثَ إخبارِ أبي بكرٍ بما في بطنِ زوجتِه وأنّها أنثى ، وصحّحهُ .

قال ابنُ تيميةَ في " مجموع ِالفتاوى " :  ( وأمّا  المعجزاتُ التي لغيرِ الأنبياءِ من " بابِ الكشفِ والعلمِ " فمثلُ قولِ عمرَ في قصةِ ساريةَ ، وإخبارِ أبي بكرٍ بأنّ ببطنِ زوجتِه أنثى ) [ مجموعُ الفتاوى 11: 318 ].

نقولُ : فإذا ثبتَ هذا العلمُ بالغيبِ لغيرِ الأنبياءِ ، حسبَ ابنِ تيميةَ وابنِ كثيرٍ والألبانيِّ فهوَ يَثبتُ لغيرِهم ، فحكْم ُالأمثالِ فيما يجوزُ وما لا يجوزُ واحدٌ من هذهِ الناحية ِ.

وبعد ثبوتِ وجودِ عقيدةِ البداءِ والعلمِ بالغيبِ عندَ أهلِ السنّةِ كما هوَ موجودٌ عندَ الشيعة ِ.. فلماذا هذا التشنيعُ على الشيعة ِفي هذينِ الأمرينِ .. لا ندريْ واقعاً ؟!!!

ودُمتمْ سالمينَ.