وِلَادَةُ الإِمَامِ عَلِيٍّ (ع) فِي بَيْتِ اللهِ مَنْقَبَةٌ لَيْسَ بَعْدَهَا مَنْقَبَةٌ.

عَلِيٌّ رِضَا:      السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.      مِنَ المَعْلُومِ أَنَّ الأَصْنَامَ كَانَتْ مَوْجُودَةً دَاخِلَ وَخَارِجَ الكَعْبَةِ. فَهَلْ حَدَثَتْ مُعْجِزَةٌ لِلإِمَامِ (ع) مَعَ تِلْكَ الأَصْنَامِ (الَّتِي كَانَتْ مَوْجُودَةً فِي الدَّاخِلِ؟       *   بَعْضُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: إِنَّ وِلَادَةَ الإِمَامِ عَلِيٍّ (عَ) بَيْنَ الأَصْنَامِ لا تُعَدُّ فَضِيلَةً وَمَنْقَبَةً. فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     وُجُودُ الأَصْنَامِ فِي بَيْتِ اللهِ مِنْ قِبَلِ المُشْرِكِينَ فِي أَيَّامِ الجَاهِلِيَّةِ لَمْ يُقَلِّلْ مِنْ قُدْسِيَّةِ البَيْتِ العَتِيقِ، فَكَذَلِكَ تِلْكَ الوِلَادَةُ المَيْمُونَةُ العَظِيمَةُ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي بَيْتِ اللهِ لَمْ يُقَلِّلْ مِنْ شَأْنِهَا وُجُودُ هَذِهِ الأَصْنَامِ فِيهِ، وَقَدْ عَدَّ هَذِهِ الوِلَادَةَ المَيْمُونَةَ مَنْقَبَةً وَمَفْخَرَةً لَا تُدَانِيهَا مَفْخَرَةٌ كُلُّ مَنْ أَرَّخَ لَهَا.

     قَالَ وَلِيُّ اللهِ الدَّهْلَوِيُّ الحَنَفِيُّ (المُتَوَفَّى 1176 ه) فِي كِتَابِهِ (إِزَالَةُ الخَفَاءِ): (قَدْ تَوَاتَرَ الأَخْبَارُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ وَلَدَتْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيًّا فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ... وَلَمْ يُولَدْ فِيهَا أَحَدٌ سِوَاهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ). [إِزَالَةُ الخَفَاءِ 2: 2512]. 

     وَجَاءَ عَنِ العَلَّامَةِ الآلُوسِيِّ قَوْلُهُ: (وَفِي كَوْنِ الأَمِيرِ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وُلِدَ فِي البَيْتِ أَمْرًا مَشْهُورًا فِي الدُّنْيَا، وَذُكِرَ فِي كُتُبِ الفَرِيقَيْنِ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ.... وَلَمْ يَشْتَهِرْ وَضْعُ غَيْرِهِ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ كَمَا اشْتَهَرَ وَضْعُهُ، بَلْ لَمْ تَتَّفِقِ الكَلِمَةُ عَلَيْهِ، وَمَا أَحْرَى بِإِمَامِ الأَئِمَّةِ أَنْ يَكُونَ وَضْعُهُ فِيمَا هُوَ قِبْلَةٌ لِلمُؤْمِنِينَ، وَسُبْحَانَ مَنْ يَضَعُ الأَشْيَاءَ فِي مَوَاضِعِهَا وَهُوَ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ). [سَرْحُ الخَرِيدَةِ فِي شَرْحِ القَصِيدَةِ العَيْنِيَّةِ: 15].

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.