مصحف فاطمة وعلاقته بالقرآن؟

السلام عليكم : يتساءل بعضهم عن مصحف فاطمة(ع) وعن مضمونه ومن الذي كتبه وخطه وهل هو قرآن غير القرآن الذين بين أيدينا ؟

: اللجنة العلمية

 

السلام عليكم: 

مصحف فاطمة(ع) هو كتاب حوى اخباراً وآثارً عما كان وما يكون إلى يوم القيامة, جاء ذلك فيما رواه الشيخ الكليني في الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في معنى مصحف فاطمة, فقال في حديث نقتبس منه موضع الدليل :  « إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام» [الكافي: ج1/ص241] .

 فهو على هذا يكون إخبارا من جبرئيل(ع) لفاطمة الزهراء(ع), وبإملائها على أمير المؤمنين(عليه السلام) وبخطه, وقد وردت أحاديث ـ فيهّن صحاح ـ على وجود مصحف لفاطمة (عليها السلام) من إملائها أو إملاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم ) وخط عليّ (عليه السلام) ، وفي بعضها ان ملكاً أو جبرئيل كان يحدثّها ثم هي تملي على أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخطّه (الكافي 1 / 240، بصائر الدرجات / 157).

 وفيه - أيضا – ذكر أسماء الأوصياء (عليهم السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم), وهو من مواريث أهل البيت (عليهم السلام) ، وليس هو موجود الآن وما اطلع  عليه إلا الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) أو من أذنوا له ، وهو الآن عند الإمام المهدي (عليه السلام) .

وليس هذا المصحف قرآنا كما يظنه البعض, ولا توجد فيه آية واحدة, ولا علاقة له بالقرآن الكريم أصلا, فالقرآن يضم بين دفتيه تشريعات متنوعة ومتعددة, بينما مصحف فاطمة(ع) فانه قد حوى أخبارا بالمغيّبات والحوادث الكائنة في المستقبل, روى الشيخ الكليني في الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: « تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك  إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون»[الكافي: ج1/ ص240].

 وقد بينت بعض الروايات ان مصحف فاطمة (ع) من ناحية الكم هو أكثر من القرآن ثلاث مرات ، فقد ورد عن المعصومين (عليهم السلام) إنه: (مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) (بصائر الدرجات : 3/151 ، والكافي : 1/238) ، وفي بعض الأخبار (ما هو بالقرآن) .