الْأَلْبَانِيُّ وَحَدِيثُ الثِّقْلَيْنِ.

جَلِيلٌ / السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.      قَالَ الإمَامُ الأَلْبَانِيُّ: 4914 - (الثِّقْلَانِ: كِتَابُ اللهِ: طَرَفٌ بِيَدِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)، وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ لَا تَضِلُّوا. وَالآخَرُ عِتْرَتِي، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ نبَّأنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَسَأَلْتُ ذَلِكَ لَهُمَا رَبِّي، فَلَا تُقَدِّمُوهُمَا فَتُهْلِكُوا، وَلَا تَقْصُرُوا عَنْهُمَا فَتُهْلِكُوا، وَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ) ضَعِيفٌ أَوْرَدَهُ الهَيْثَميُّ فِي "المَجْمَعِ" (9 / 163-164) مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ مُطَوَّلًا بِقِصَّةِ غَدِيرِ خُمٍّ، وَهَذَا طَرَفٌ مِنْهُ، وَلَمْ يَعْزُهُ لِأَحَدٍ! وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ سَقَطَ اسْمُ مُخْرِجِهِ مِنْ قَلَمِهِ أَوْ قَلَمِ النَّاسِخِ. وَقَالَ:      "وَفِي سَنَدِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ".       قُلْتُ: وَهُوَ شِيعِيٌّ، وَقَدْ مَضَى لَهُ بَعْضُ الأَحَادِيثِ.      ثُمَّ إِنَّ الحَدِيثَ إِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ مِنْ أَجْلِ الجُمْلَةِ الأَخِيرَةِ مِنْهُ; وَإِلَّا فَمَا قَبْلَهُ ثَابِتٌ فِي أَحَادِيثٍ سَبَقَ تَخْرِيجُ بَعْضِهَا فِي "الصَّحِيحَةِ" بِرَقْمِ (713،2024(.       ثُمَّ رَأَيْتُ الحَدِيثَ فِي "مُعْجَمِ الطَّبرَانيِّ الكَبِيرِ" (1 / 128 / 2 ( مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بكير الغَنوِي عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ عَنْ زِيْدِ بْنِ أُرْقَمَ بِهِ. والغَنوِي هَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:. "كَانَ مِنْ عِتْقِ الشِّيعَةِ".      وَقَالَ السَّاجِي:" مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ"؟. وَذَكَرَ لَهُ ابْنُ عَدِي مَناكِيرَ؟.       [سِلْسِلَةُ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ ج10ص574]. 

: اللجنة العلمية

      وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 (أَوَّلًا): تَضْعِيفُ (حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ) وَ(عَبْدِ اللهِ ابْنِ بكير الغَنوِي) كَوْنُهُمَا مِنْ الشِّيعَةِ.

     قَال ابْنُ حَبَّانَ فِي "المَجْرُوحِينَ: "كَانَ غَالِيًا فِي التَّشيُّعِ، كَثِيرَ الوَهْمِ فِيمَا يَرْوِي.

     والتَّشيُّعُ لَا يَضُرُّ بالوَثَاقَةِ....

     وَعِنْدَهُمْ الشِّيعِيُّ إِذَا رَوَى مَا لَا يَرُوقُ لَهُمْ اتَّهَمُوهُ وَنَكَّلُوا بِهِ، بَلْ كَذَّبُوهُ! 

     حَتَّى غَيْرِ الشِّيعِيِّ أَجْرَوْا عَلَيْهِ هَذَا الحُكْمَ!

     وَقَدْ صَرَّحَ المُحَدِّثُ الغماري أنَّ مَنْ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ يُجْرَحُ وَيُبْدَعُ، بَلْ يُتَّهَمُ وَيُكَذَّبُ [فَتْحُ المَلِكِ العلى بِصِحَّةِ حَدِيثِ بَابِ مَدِينَةِ العِلْمِ عَلِيٍّ ج 1 ص 4].

  (ثَانِيًا): الحَدِيثُ، وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ التِّرْمِذِي (3786)، والطَّبرَانِي فِي "الكَبِيرِ" (2680) رَوَيَاهُ مِنْ طَرِيقِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الحَسَنِ الأنمَاطِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ مَرْفُوعًا فِي خُطْبَتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي حُجَّةِ الوَدَاعِ بِلَفْظِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ، وعِتْرَتِي أَهْلَ بِيْتِي".

      قَالَ شُعَيْبٌ الأرْنَؤُوط: وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ زَيْدِ بْنِ الحَسَنِ الأنمَاطِي [مُسْنَدُ أَحْمَدَ بِتَحْقِيقِ شُعَيْبٍ الأرْنَؤُوط ج17ص171]. 

     (قُلْتُ): شَاهِدْهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ أَلَا بِزَيْدِ بْنِ الحَسَنِ الأنمَاطِي، وَالتِّرْمِذِيُّ حَسَّنَ الحَدِيثَ لِذَاتِهِ.

     قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ  [سُنَنُ التَّرْمِذِي ج5ص662]. 

     وَقَدْ بَيَّنَ المُحَدِّثُ الأَلْبَانِيُّ مَعْنَى كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ فَقَالَ: إنَّ جَمْعَ التِّرْمِذِيِّ بَيْنَ لَفْظَتِي "غَرِيبٍ" وَ"حَسَنٍ" إِنَّمَا يَعْنِي فِي اصْطِلَاحِه أَنَّهُ حَسَنٌ لِذَاتِهِ، بِخِلَافِ مَا لَوْ قَالَ: "حَدِيثٌ حَسَنٌ" فَقَطْ دُونَ لَفْظَةِ "غَرِيبٍ" فَإِنَّهُ يَعْنِي أَنَّهُ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ [سِلْسِلَةُ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ ج2ص185]. 

     (2) - لَمْ يَتفَرَّدْ الأنمَاطِيُّ بِهِ، بَلْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأزْدِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).

     قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنُون القُرَشِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ الأزْدِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسلَّمَ): تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ تَمسَّكْتُم بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [المُتَّفَقُ وَالمُفْتَرَقُ ج2ص31]. 

     وَفِي هَامِشِ المَخْطُوطَةِ (مِيزَانُ الإعْتِدَالِ) للذَّهَبيِّ: فَائِدَةٌ - فَاتَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأزْدِي الْكُوفِيٌّ، عَنْ الأَعْمَشِ وَهُوَ ثِقَةٌ، ذَكَرَهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي المُتَّفَقِ وَالمُفْتَرَقِ [مِيزَانُ الإعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ ج1ص68].

     (3) - الَّذِي قَالَ عَنْ الأنمَاطِي مُنْكِرُ الحَدِيثِ هُوَ الحَافِظُ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسٍ الرَّازِي (المُتَوَفَّى: 277 هُ). 

     قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكِرُ الحَدِيثِ [الجُرْحُ وَالتَّعْدِيلُ 3/560].

     وَهَذَا مِنْهُ جُرْحٌ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُفَسَّرٍ!..

     ثُمَّ إنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِي مُتَعَنِّتٌ مُسْرِفٌ حَادُّ النَّفْسِ فِي الجُرْحِ.

     قَالَ الذَّهَبِيُّ: فَلَا تَبْنِ عَلَى تَجْرِيحِ أَبِي حَاتِمٍ، فَإِنَّهُ مُتَعَنِّتٌ فِي الرِّجَالِ [سِيَرُ إِعْلَامِ النُّبَلَاءِ ج 13 ص 260] وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِيهِ: أَبُو حَاتِمٍ حَادُّ النَّفْسِ فِي الجُرْحِ [المُوقِظَةُ فِي مُصْطَلَحِ الحَدِيثِ ص 82].

     وَقَالَ فِيهِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: أَبُو حَاتِمٍ مِنْ أَصْعَبِ النَّاسِ تَزْكِيَةً [مَجْمُوعُ فَتَاوَى ابْنِ تَيْمِيَّةَ ج 24 ص 349].

     وَقَدْ صَرَّحَ الذَّهَبِيُّ أَنَّهُ: إِذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. فَتَوقَّفْ حَتَّى تَرَى مَا قَالَ غَيْرُهُ فِيهِ، فَإِنْ وَثَّقَهُ أَحَدٌ، فَلَا تَبْنِ عَلَى تَجْرِيحِ أَبِي حَاتِمٍ، فَإِنَّهُ مُتَعَنِّتٌ [سِيَرُ إِعْلَامِ النُّبَلَاءِ ج 13 ص 260].

     وَقَدْ قَوَّى الأنمَاطِي ابْنَ حَبَّانَ وَوَثَّقَهُ.

     قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكِرُ الحَدِيثِ وَقَوَّاهُ ابْنُ حَبَّانَ [مِيزَانُ الإعْتِدَالِ ج3ص 151].

     وحَسَّنَ حَدِيثَهُ التِّرمِذِيُّ.

   (4) –  التِّرْمِذِيُّ ذَكَرَ طَرِيقًا آخَرَ مِنْ رِوَايَةِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ [سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ، رَقْمُ الحَدِيثِ (3788) ج 5ص663 قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. تَعْلِيقُ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ: صَحِيحٌ].

     وَعَقَّبَ الأَلْبَانِيُّ عَلَيْهِ: قُلْتُ: عَطِيَّةُ ضَعِيفٌ، وَحَبِيبٌ مُدَلِّسٌ. فَالحَدِيثُ حَسَنٌ بِمَجْمُوعِ الطَّرِيقَيْنِ [سِلْسِلَةُ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ ج5ص33]. 

     (قُلْتُ): أَمَّا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ العَوفِي، فَقَدْ كَفَانَا فِي إِثْبَاتِ وثَاقَتِهِ المُحَدِّثُ الشَّيْخُ مَحْمُود سَعِيد مَمْدُوحٌ فِي رِسَالَتِهِ الَّتِي أسْمَاهَا بِ[القَوْلِ المُسْتَوْفِي فِي بَيَانِ حَالِ عَطِيَّةَ العَوفِي]. نَاقَشَ فِيهَا تَضعِيفَاتِ القَوْمِ وَفَنَّدَهَا.

     وَأَمَّا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ فَالَّذِي اتَّهَمَهُ بِالتَّدْلِيسِ:

     أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ النَّيسَابُورِي (المُتَوَفَّى: 311 هُ ([صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَةَ ج2ص256].

     وَأَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبَّانَ التّمِيمِي البُستي (المُتَوَفَّى: 354 هُ) [مَعْرِفَةُ الثُّقَاتِ ج4ص137]. 

     وَقَدْ تَرْجَمَ لَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الجُرْحِ وَالتَّعْدِيلِ وَلَمْ يَذْكُرُوهُ بِتَدْلِيسٍ، وَإِنَّمَا يَذْكُرُونَ عَدَمَ سَمَاعِهِ لِمِثْلِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأمِّ مُسْلِمَةَ [المَرَاسِيلُ لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ص8 ].

     ثُمَّ لَوْ ثَبَتَ عَنْهُ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّ إِذْ أَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ أَحَادِيثَ [عنعن] فِيهَا عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهَبٍ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ الضَّحَّاكِ المشرقي، وَعَنْ عَبْد اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ.

     وَقَدْ رَوَى الحَدِيثَ حَبِيبٌ عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَقُلْتُ: لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ، فَقَدْ تَابَعَهُ فَطرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ [السِّلْسِلَةُ الصَّحِيحَةُ ج4ص249].