صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ النَّاحِيَةِ الفِقْهِيَّةِ. 

جَلِيلٌ :/ صَوْمُ عَاشُورَاءَ.      عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مسعدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): أنَّ عَلِيًّا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: صُومُوا العَاشُورَاءَ التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ فَإنَّهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ. كِتَابُ تَهْذِيبِ الأحْكَامِ ج4ص299. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/ 1. / no1. 18. html.        وَعَنْهُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبِي هَمَّامٍ، عَنْ أبِي الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَوْمَ عَاشُورَاءَ. كِتَابُ تَهْذِيبِ الأحْكَامِ ج4 ص299 - 3.. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/   1. / no1. 18. html.         سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ القداحِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ. كِتَابُ تَهْذِيبِ الأحْكَامِ ج4ص3.. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.1                                                         1. / no1. 18. html.      مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبِي هَمَّامٍ، عَنْ أبِي الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللهِ (ص) يَوْمَ عَاشُورَاءَ. كِتَابُ وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ج1. ص457. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/ 1. / no1. 48. html      وَعَنْهُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مسعدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ أبِيهِ، أنَّ عَلِيًّا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: صُومُوا العَاشُورَاءَ التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ، فَإنَّهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ. كِتَابُ وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ج1. ص457. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/                                          1. / no1. 48. html.      وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ القداحِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ. كِتَابُ وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ج1. ص457. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/                                            1. / no1. 48. html.       وَكَيْفَمَا كَانَ، فَالرِّوَايَاتُ النَّاهِيَةُ غَيْرُ نَقِيَّةِ السَّنَدِ بِرُمَّتِهَا، بَلْ هِيَ ضَعِيفَةٌ بِأجْمَعِهَا، فَلَيْسَتْ لَدَيْنَا رِوَايَةٌ مُعْتَبَرَةٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا لِيُحْمَلَ المُعَارِضُ عَلَى التَّقِيَّةِ كَمَا صَنَعَهُ صَاحِبُ الحَدَائِقِ.      وَإِمَّا الرِّوَايَاتُ المُتَضَمِّنَةُ لِلأمْرِ وَاسْتِحْبَابِ الصَّوْمِ فِي هَذَا اليَوْمِ فَكَثِيرَةٌ، مِثْلُ صَحِيحَةِ القداحِ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ"، وَمُوَثَّقَةُ مسعدَةَ بْنِ صَدَقَةَ: "صُومُوا للعَاشُورَاءِ التَّاسِعِ وَالعَاشِرِ فَإنَّهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ"، وَنَحْوُهَا غَيْرُهَا، وَهُو مُسَاعِدٌ لِلإعْتِبَارِ نَظَرًا إِلَى المُوَاسَاةِ مَعَ أهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ وَمَا لَاقَوْهُ فِي هَذَا اليَوْمِ العَصِيبِ مِنْ جُوعٍ وَعَطَشٍ وَسَائِرِ الآلَامِ وَالمَصَائِبِ العُظَامِ الَّتِي هِيَ أعْظَمُ مِمَّا تُدْرِكُهُ الأفْهَامُ وَالأَوْهَامُ، فَالأقْوَى اسْتِحْبَابُ الصَّوْمِ فِي هَذَا اليَوْمِ مِنْ حَيْثُ هُوَ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الجَوَاهِرِ أخْذًا بِهَذِهِ النُّصُوصِ السَّلِيمَةِ عَنْ المُعَارِضِ كَمَا عَرَفْتَ. كِتَابُ الصَّوْمِ لِلخُوئِيِّ ج2 ص3. 5. http://www.yasoob.com/books/htm1/m..1/. 4 / no. 485. html.      عَليُّ بْنُ الحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي نَصْرٍ، عَنْ أبَانَ بْنِ عُثْمَانَ الأحْمَرِ، عَنْ كَثِيرِ النّوَا، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: "لَزِقَتْ السَّفِينَةُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَلَى الجُودِيِّ، فَأمَرَ نُوحٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَنْ مَعَهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أنْ يَصُومُوا ذَلِكَ اليَوْمَ. وَقَالَ أبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أتَدْرُونَ مَا هَذَا اليَوْمُ؟ هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَابَ اللهُ (عزَّ وجَلَّ) فِيهِ عَلَى آدَمَ وَحَوَاءَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللهُ فِيهِ البَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَأغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَهُ، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي غَلِبَ فِيهِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِرْعَوْنَ، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي يَقُومُ فِيهِ القَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)؟ كِتَابُ تَهْذِيبِ الأحْكَامِ للطُّوسِيِّ ج4ص3.. http://www.yasoob.com/books/htm1/m.12/ 1. / no1. 18. html      تَقِيَّةٌ.       وَفِيهِ: بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: "اسْتَوَتْ السَّفِينَةُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَلَى الجُودِيِّ، فَأمَرَ نُوحٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَنْ مَعَهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أنْ يَصُومُوا ذَلِكَ اليَوْمَ. وَقَالَ أبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أتَدْرُونَ مَا هَذَا اليَوْمُ؟ هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَابَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) فِيهِ عَلَى آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَحَوَّاءَ، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللهُ فِيهِ البَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَأغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَهُ، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي غَلِبَ فِيهِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِرْعَوْنَ، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا اليَوْمُ [الَّذِي] (1) يَقُومُ فِيهِ القَائِمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). كِتَابُ مُسْتَدْرَكِ الوَسَائِلِ للطَّبَرْسِيِّ ج7 ص524.      رَوَى الصَّدُوقُ: وَفِي عَشْرٍ مِنْ المُحَرَّمِ وَهُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ أنْزَلَ اللهُ تَوْبَةَ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَفِيهِ اسْتَوَتْ (7) سَفِينَةُ نُوحٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَى الجُودِيِّ (8)، وَفِيهِ عَبَرَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) البَحْرَ (9)، وَفِيهِ وُلِدَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَفِيهِ أخْرَجَ اللهُ يُونُسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ بَطْنِ الحُوتِ، وَفِيهِ أخْرَجَ اللهُ يُوسُفَ مِنْ بَطْنِ الجُبِّ (1)، وَفِيهِ تَابَ اللهُ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَفِيهِ قَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ (11)، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ اليَوْمَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَغُفِرَ لَهُ مكَاتمُ (12) عَمَلِهِ (13). كِتَابُ المقنع ص2. 8. 

: اللجنة العلمية

     الأَخُ جَلِيلٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     مَسْأَلَةُ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ هِيَ مَسْأَلَةٌ خِلَافِيَّةٌ بَيْنَ عُلَمَاءِ أهْلِ السُّنَّةِ فَضْلًا عَنْ عُلَمَاءِ الإمَامِيَّةِ.

      فَمِنْ أهْلِ السُّنَّةِ نَجِدُ مِثْلَ العَلَّامَةِ ابْنِ الجَوْزِيِّ يَقُولُ: ((تَمَذْهَبَ قَوْمٌ مِنْ الجُهَّالِ بِمَذْهَبِ أهْلِ السُّنَّةِ فَقَصَدُوا غَيْظَ الرَّافِضَةِ فَوَضَعُوا أحَادِيثَ فِي فَضْلِ عَاشُورَاءَ)). انْتَهَى [المَوْضُوعَاتُ 2: 200].

      قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: ((... فَمِنْ الأحَادِيثِ الَّتِي وَضَعُوا:    ... عَنْ الأعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: إنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) افْتَرَضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ صَوْمَ يَوْمٍ فِي السَّنَةِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ اليَوْمُ العَاشِرُ مِنْ المُحَرَّمِ فَصُومُوهُ وَوَسِّعُوا عَلَى أهْلِيكُمْ، فَإنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أهْلِهِ مِنْ مَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وُسِّعَ عَلَيْهِ سَائِرُ سَنَتِهِ، فَصُومُوهُ فَإنَّهُ اليَوْمُ الَّذِي تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى آدَمَ، وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي رَفَعَ اللهُ فِيهِ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي نُجِّيَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ مِنْ النَّارِ.... إلخ)). [المَصْدَرُ السَّابِقُ].

     وَعَنْ ابْنِ رَجَبٍ فِي "اللَّطَائِفِ" ص106 بَعْدَ ذِكْرِهِ لِجُمْلَةٍ مِنْ الأحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِي مَصَادِرِ أهْلِ السُّنَّةِ بِأنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَانَ مِنْ صَوْمِ أهْلِ الجَاهِلِيَّةِ، وَعِنْدَمَا جَاءَ فَرْضُ صَوْمِ رَمَضَانَ لَمْ يَنْهَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ (ص)، وَلَمْ يَأمُرْ بِهِ، قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: ((فَهَذِهِ الأحَادِيثُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى أنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَمْ يُجَدِّدْ أمْرَ النَّاسِ بِصِيَامِهِ بَعْدَ فَرْضِ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، بَلْ تَرَكَهُمْ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نَهْيٍّ عَنْ صِيَامِهِ، فَإِنْ كَانَ أمْرُهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بِصِيَامِهِ قَبْلَ فَرْضِ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ لِلوُجُوبِ، فَإِنَّهُ يَنْبَنِي عَلَى أنَّ الوُجُوبَ إِذَا نُسِخَ فَهَلْ يَبْقَى الإسْتِحْبَابُ أمْ لَا؟ وَفِيهِ اخْتِلَافٌ مَشْهُورٌ بَيْنَ العُلَمَاءِ، وَإِنْ كَانَ أمْرُهُ للإسْتِحْبَابِ المُؤَكَّدِ فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ زَالَ التَّأْكِيدُ وَبَقِيَ أصْلُ الإسْتِحْبَابِ، وَلِهَذَا قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ)). انْتَهَى.

     فَإِذَنْ: مَسْأَلَةُ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ هِيَ مَسْأَلَةٌ خِلَافِيَّةٌ فِي الفِقْهِ السُّنِّيِّ، فَضْلًا عَنْ الفِقْهِ الشِّيعِيِّ، فَقَدْ ذَهَبَ مَشْهُورُ الإمَامِيَّةِ إِلَى عَدَمِ صَوْمِهِ، وَاسْتِحْبَابِ الإِمْسَاكِ فِيهِ حُزْنًا إِلَى صَلَاةِ العَصْرِ، كَمَا عَلَيْهِ السَّيِّدُ السِّيسْتَانِيُّ (دَامَ ظِلُّهُ) مَثَلًا، بَيْنَمَا ذَهَبَ السَّيِّدُ الخُوئِيُّ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِهِ فِي بَحْثِهِ مِنْ كِتَابِ الصَّوْمِ، مَعَ أنَّهُ صَرَّحَ فِي تَعْلِيقَتِهِ عَلَى تَقْرِيرَاتِ شَيْخِهِ النَّائِينِيِّ (قُدِّسَ سِرُّهُ) فِي "أجْوَدِ التَّقْرِيرَاتِ" بِمُدَاوَمَةِ الأئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) عَلَى تَرْكِ صَوْمِهِ وَأمْرِ أصْحَابِهِمْ بِذَلِكَ [أجْوَدُ التَّقْرِيرَاتِ 1: 364]، وَهَذَا يُنَافِي قَوْلَهُ بِالإسْتِحْبَابِ كَمَا هُوَ وَاضِحٌ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ تَبَدُّلِ الرَّأيِ وَالفَتْوَى بِحَسَبِ مَا يَرَاهُ مِنْ الأدِلَّةِ، وَلَا غَضَاضَةَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، فَالْفَقِيهُ يُفْتِي بلِحَاظِ مَا يَطْرَأُ عَلَيْهِ مِنْ اسْتِفَادَةِ الأَحْكَامِ مِنْ الأَدِلَّةِ، وَلَكِنَّ المُلَاحَظَ عَلَى مَا أفَادَهُ السَّيِّدُ الخُوئِيُّ (قُدِّسَ سِرُّهُ) مِنْ قَوْلِهِ بِالإسْتِحْبَابِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ المُوَاسَاةِ لِأهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ)، حَيْثُ صَرَّحَ قَائِلًا: ((وَأمَّا الرِّوَايَاتُ المُتَضَمِّنَةُ لِلأمْرِ وَاسْتِحْبَابِ الصَّوْمِ فِي هَذَا اليَوْمِ فَكَثِيرَةٌ، مِثْلُ صَحِيحَةِ القداحِ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ". وَمُوَثَّقَةُ مسعدَةَ بْنِ صَدَقَةَ: "صُومُوا العَاشُورَاءَ التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ فَإِنَّهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ"    وَنَحْوُهَا غَيْرُهَا، وَهُوَ مُسَاعِدٌ لِلإعْتِبَارِ، نَظَرًا إِلَى المُوَاسَاةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ وَمَا لَاقَوْهُ فِي هَذَا اليَوْمِ العَصِيبِ مِنْ جُوعٍ وَعَطَشٍ وَسَائِرِ الآلَامِ وَالمَصَائِبِ العُظَامِ الَّتِي هِيَ أعْظَمُ مِمَّا تُدْرِكُهُ الأفْهَامُ وَالأَوْهَامُ، فَالأَقْوَى اسْتِحْبَابُ الصَّوْمِ فِي هَذَا اليَوْمِ مِنْ حَيْثُ هُوَ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الجَوَاهِرِ)). [كِتَابُ الصّوْمِ 2: 305].

     وَهُوَ (قُدِّسَ سِرُّهُ) قَدْ حَرَّمَ صَوْمَهُ مِنْ جِهَةِ التَّيَمُّنِ وَالتَّبَرُّكِ كَمَا عَلَيْهِ البِدْعَةُ الأُمَوِيَّةُ فِي اسْتِحْبَابِ هَذَا الصَّوْمِ، حَيْثُ قَالَ: ((نَعَمْ، لَا إِشْكَالَ فِي حُرْمَةِ صَوْمِ هَذَا اليَوْمِ بِعُنْوَانِ التَّيَمُّنِ وَالتَّبَرُّكِ وَالفَرَحِ وَالسُّرُورِ كَمَا يَفْعَلُهُ أجْلَافُ آلِ زِيَادٍ وَالطُّغَاةُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى وُرُودِ نَصٍّ بِهِ، بَلْ هُوَ مِنْ أعْظَمِ المُحَرَّمَاتِ، فَإنَّهُ يُنْبِئُ عَنْ خُبْثِ فَاعِلِهِ، وَخَلَلٍ فِي مَذْهَبِهِ وَدِينِهِ، وَهُوَ الَّذِي أُشِيرَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ النُّصُوصِ المُتَقَدِّمَةِ مِنْ أنَّ أجْرَهُ مَعَ ابْنِ مَرْجَانَةَ الَّذِي لَيْسَ هُوَ إلَّا النَّارَ، وَيَكُونُ مِنْ الأشْيَاعِ وَالأتْبَاعِ الَّذِينَ هُمْ مَوْرِدُ اللَّعْنِ فِي زِيَارَةِ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا وَاضِحٌ لَا ستْرَةَ عَلَيْهِ)). [المَصْدَرُ السَّابِقُ].

     هَذَا، وَيُوجَدُ تَحْقِيقٌ مُنِيفٌ فِيمَا أفَادَهُ السَّيِّدُ الخُوئِيُّ (قُدِّسَ سِرُّهُ) تَعَرَّضَ لَهُ بِالتَّحْقِيقِ المُفَصَّلِ العَلَّامَةُ نَجْمُ الدِّينِ الطَّبسِي فِي كِتَابِهِ المَوْسُومِ "صَوْمِ عَاشُورَاءَ بَيْنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وَالبِدْعَةِ الأُمَوِيَّةِ"  يُمْكِنُكُمْ الإسْتِفَادَةُ مِنْهُ فِي هَذَا الجَانِبِ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.