سُؤَالٌ حَوْلَ كِتَابِ (الكَامِلُ فِي التَّأْرِيخِ).

عَبَّاسٌ الزُّرفِي/: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. شَيْخَنَا بِلَا زَحْمَةٍ ما هُو رَأْيُكُمْ فِي كِتَابِ الكَامِلِ فِي التَّارِيخِ لِابْنِ الأثِير، هَلْ هُوَ صَحِيحٌ؟ وَهَلْ تَنْصَحُونَ بقِرَاءَتِه لِمَنْ يُرِيدُ مُرَاجَعَةَ التَّارِيخِ، أَمْ تَنْصَحُونَ بِغَيْرِ كِتَابٍ، وَشُكْرًا؟

: اللجنة العلمية

  الأَخُ عَبَّاسٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

  لِلأَسَفِ لَا يُوجَدُ كِتَابٌ تَارِيخِيٌّ يُمْكِنُ الإطْمِئْنَانُ لَهُ بِشِكْلٍ تَامٍّ، فَقَدْ حَصَلَ الدَّسُّ وَالتَّزْوِيرُ وَالإعْتِمَادُ عَلَى الضِّعَافِ وَالمَجْهُولِينَ والوَضَّاعِينَ كَثِيرًا فِي كُتُبِ التَّأْرِيخِ، مَعَ مُلَاحَظَةِ أَنَّ أَكْثَرَ الكُتُبِ التَّارِيخِيَّةِ كَتَبَهَا مُؤَلِّفُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَقَدْ دُوِّنَتْ بِأَجْوَاءٍ تَنَاغِمُ عَقِيدَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَمَذْهَبَهُمْ، فَدَخَلَهَا مِنْ هَذَا الجَانِبِ دَسٌّ كَثِيرٌ وَاخْتِلَاقٌ لِلأَشْخَاصِ وَالأَحْدَاثِ، وَقَدْ تَابَعَهُمْ المُحَقِّقُونَ مِنْ عُلَمَائِنَا وَكَشَفُوا الكَثِيرَ مِنْ الدَّسِّ وَالوَضْعِ فِي هَذِهِ الكُتُبِ كَالعَلَّامَةِ الأَمِينِيِّ (رَحِمَهُ اللهُ) فِي مَوْسُوعَتِهِ القَيِّمَةِ "الغَدِير"، وَالسَّيِّدُ مُرْتَضَى العَسْكَرِيُّ فِي كُتُبِهِ وَالَّتِي مِنْهَا "خَمْسُونَ وَمِائَةُ صَحَابِيٍّ مُخْتَلِقٍ" وَغَيْرِهَا.

 نعَمْ، تُوجَدُ هُنَاكَ مُحَاوَلَاتٌ جَادَّةٌ لِبَعْضِ عُلَمَائِنَا فِي تَقْدِيمِ مَادَّةٍ تَارِيخِيَّةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ الدَّسِّ وَالوَضْعِ قَامَ بِهَا الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ هَادِي اليُوسُفِي الغَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ "مَوْسُوعَةِ التَّأْرِيخِ الإِسْلَامِيِّ"، وَالسَّيِّدُ مُرْتَضَى العَامِلِيُّ فِي كِتَابِهِ "الصَّحِيحِ مِنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ الأَعْظَمِ (ص)".

  وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.