هُجُومُ الوَهَّابِيِّينَ عَلَى النَّجَفِ وَمُحَاصَرَتُهَا.

جَلِيلٌ جَلِيلٌ /: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ.. هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ الوَهَّابِيَّةَ قَامُوا بِمُحَاصَرَةِ النَّجَفِ الأَشْرَفِ بَيْنَ سَنَوَاتِ 1331 وَ 1336 ه؟ فَمَا الَّذِي حَدَثَ تَحْدِيداً وَمَا كَانَتْ أَسْبَابَ وَنَتَائِجَ ذَلِكَ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ جَلِيلٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     جَاءَ فِي كِتَابِ "كَشْفِ الاِرْتِيَابِ فِي اتِّبَاعِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ" لِلعَلَّامَةِ السَّيِّدِ مُحْسِن الأَمِينِ العَامِلِيِّ نَقْلاً عَنْ كِتَابِ "مِفْتَاحِ الكَرَامَةِ" لِلسَّيِّدِ جَوَادِ العَامِلِيِّ الَّذِي كَانَ شَاهِداً عَلَى غَزْوِ الوَهَّابِيِّينَ لِلنَّجَفِ: 

    (قَالَ): وَفِي اللَّيْلَةِ التَّاسِعَةِ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ 1221 قَبْلَ الصُّبْحِ هَجَمَ عَلَيْنَا سَعُودٌ الوَهَّابِيُّ فِي النَّجَفِ وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ حَتَّى أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ صَعِدَ السُّورَ وَكَادُوا يَأْخُذُونَ البَلَدَ فَظَهَرَتْ لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَلَامُ) المُعْجِزَاتُ الظَّاهِرَةُ والكَرامَاتُ البَاهِرَةُ فَقُتِلَ مِنْ جَيْشِهِ كَثِيرٌ وَرَجَعَ خَائِباً.

     (قَالَ): وَفِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 1222 جَاءَ الخَارِجِيُّ الَّذِي اسْمُهِ سَعُودٌ إِلَى العِرَاقِ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ أَوْ أَزْيَدَ فَجَاءَتْ النُّذُرُ بِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَدْهَمَنَا فِي النَّجَفِ الأَشْرَفِ غِيلةً فَتَحَذَّرْنَا مِنْهُ وَخَرَجْنَا جَمِيعاً إِلَى سُورِ البَلَدِ فَأَتَانَا لَيْلاً فَرَآنَا عَلَى حَذَرٍ قَدْ أَحَطْنَا بِالسُّوَرِ بِالبَنَادِقِ والأطوَابِ فَمَضَى إِلَى الحلَّةِ فَرَآهُمْ كَذَلِكَ ثُمَّ مَضَى إِلَى مَشْهدِ الحُسَيْنِ (عَ (عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ نَهَاراً فَحَاصَرَهُمْ حِصَاراً شَدِيداً فَثَبَتُوا لَهُ خَلْفَ السُّورِ وَقَتَلَ مِنْهُمْ وَقَتَلُوا مِنْهُ وَرَجَعَ خَائِباً وَعَاثَ فِي العِرَاقِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَقَدْ اسْتَوْلَى عَلَى مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ وَالمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ وَتَعَطَّلَ الحَجُّ ثَلَاثَ سِنِينَ.

     (قَالَ): وَفِي سَنَةِ 1225 أَحَاطَتْ الأعرَابُ مِنْ عَنْزَةَ القَائِلِينَ بِمَقَالَةِ الوَهَّابِيِّ بِالنَّجَفِ الأَشْرَفِ وَمَشْهَدِ الحُسَيْنِ (عَ) وَقَدْ قَطَعُوا الطَّرِيقَ وَنَهَبُوا زُوَّارَ الحُسَيْنِ (عَ) بَعْدَ مُنْصَرَفِهِمْ مِنْ زِيَارَةِ نِصْفِ شَعْبَانَ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ جَمْعاً غَفِيراً وَأَكْثَرُ القَتْلَى مِنْ العَجَمِ، وَرُبَّمَا قِيلَ: إِنَّهُمْ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ وَبَقِيَ جُمْلَةٌ مِنْ الزُّوَّارِ فِي الحلَّةِ مَا قَدَرُوا أَنْ يَأْتُوا إِلَى النَّجَفِ كَأَنَّهَا فِي حِصَارٍ والأعرَابُ مُمْتَدَّةٌ مِنْ الْكُوفَةِ إِلَى فَوْقِ مَشْهَدِ الحُسَيْنِ (عَ) بفَرسَخَينِ أَوْ أَكْثَرَ). اِنْتَهَى. 

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.