هل كان كل المنافقين معلومين لرسول الله والمسلمين ؟!!

طالب علم/السعودية/: تزعمون أن الصحابة كانوا ينافقون الرسول (ص) قبل وفاته... فنقول: هذا بهتان جدا عظيم، لا يصح أبدًا وذلك لان الله تعالى كشف لرسوله عن أسماء المنافقين وأمره ألا يصلي عليهم وأن يقاتلهم ويتعامل معهم بالعنف والشدة. فلو كانت أسماء الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- في قائمة المنافقين، لم يكن الرسول (ص) ليقربهم منه ويتزوج منهم، ويستشيرهم في كل أموره!

: اللجنة العلمية

الأخ المحترم . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

ينبغي أن تعرف أخي العزيز أنه ليس كل المنافقين كانوا معلومين لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا ما يشهد به القرآن الكريم نفسه إذ قال تعالى في سورة التوبة اﻵية 101 : " ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " .

فالآية الكريمة صريحة بوجود جماعة من المنافقين بين الصحابة لا يعلمهم حتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه ، وهذا يشكل علما إجماليا يمنع التمسك بأي عموم مدعى في تعديل الصحابة على النحو العموم الجمعي ( أي تعديل الأصحاب فردا فردا ) .

كما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه في صحيح مسلم أنه يوجد في أصحابه اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط .

فمن هؤلاء ؟!!

يقال - حسب الأحاديث الواردة - أن الصحابي حذيفة بن اليمان يعرفهم ، فهو صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنافقين .

ولكن هل أخبر عنهم حذيفة ؟!!

كان الجميع يراقب حذيفة حين يموت أحد من الصحابة هل يصلي عليه حذيفة أو لا .. لأن العلامة بينه وبينهم انه إذا لم يصل على أحد من الصحابة فهو من المنافقين الذين أخبره بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). 

وإذا راجعت هذا البحث وتابعته بتجرد وموضوعية لرأيت العجب العجاب مما لا تتحمل سماعه من الحقيقة التي ستصدمك .. فحذيفة لم يصل على أبي بكر وعمر وعثمان حين موتهم ، هذا ما شهد به ابن حزم في المحلى ج11 ص 255 واعتذر له بأن حذيفة لم يقطع على باطن أمرهم فتورع عن الصلاة عليهم . انتهى 

وهذا الكلام أيضا من ابن حزم يخرج هؤلاء من دائرة العدالة ويدخلهم في دائرة المشكوك بعدالتهم وهو على كلا القولين لا ينفع الساعين في تعديلهم .

فموضوع إثبات العدالة للجميع فردا فردا وإسقاط صفة النفاق عنهم ليس بالأمر السهل ، بل يكفي العلم الإجمالي من الآية القرآنية المتقدمة في نسف موضوع العدالة هذا بعمومه الجمعي برمته ، ولن تجد عالما أصوليا واحدا يخالف العلم الإجمالي المذكور ، اللهم إلا إذا ارتضى لنفسه أن يكون من الجاهلين فهذا شأنه.

ودمتم سالمين