النبي (ص) يشهد للشيعة بالإيمان!

:

روى أحمد في مسنده (21467) - بسند رجاله ثقات - أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في حق موت أبي ذر: (إنّه ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين)، وهو الحديث الذي حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم3314، ونص الشوكاني في در السحابة (357) على أن رجاله رجال الصحيح.

وممن شهد دفن ابي ذر (رضوان الله عليه) جماعة من الصحابة منهم حجر بن عدي (هذا الصحابي الجليل الذي تجرأ النواصب على نبش قبره في الشام في أبريل سنة 2013).

وممن نص على حضور حجر دفن أبي ذر الذهبي وغيره (انظر سير أعلام النبلاء77:2، والإصابة لابن حجر 2: 22 ).

والسؤال هنا: ما هي عقيدة حجر التي شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لصاحبها بالإيمان، بحيث يمكننا أن نقول عن أي شخص يطوي قلبه على هذه العقيدة أنه من المؤمنين بنص الحديث المذكور، إذ الإيمان معنى قلبي كما هو معلوم؟؟!!

الجواب : كان حجر بن عدي شيعيا، يعتقد بما يعتقده الشيعة الإمامية اليوم من لزوم ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وأن الخلافة والإمامة لا تخرج عنهم، وهذه العقيدة هي التي كانت السبب في مقتله ( رضوان الله عليه )، كما أنها السبب في تتبعه من قبل النواصب ونبش قبره ..واليك الدليل على تشيعه واعتقاده بولاية أهل البيت (عليهم السلام).

قال الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء462:3: «كان شريفاً، أميراً مطاعاً، أمّاراً بالمعروف، مقدِماً على الإنكار، من شيعة عليّ رضي اللّه عنهما، شهد صِفّين أميراً، وكان ذا صلاح وتعبُّد». انتهى 

وقد شهد الحاكم النيسابوري بأن قتله إنما كان بسبب موالاته لعلي (عليه السلام) -انظر: المستدرك على الصحيحين 534:3-.

وقد نص زياد بن أبيه في شهادته التي كتبها الى معاوية: أن حجرا يعتقد أن هذا الأمر (اي الخلافة) لا يصلح إلا في آل علي بن بي طالب. قال ابن كثير في البداية والنهاية56:8 :((...وبعث معه جماعة يشهدون عليه أنه سب الخليفة وأنه حارب الأمير، وأنه يقول :أن هذا الأمر لا يصلح إلا في آل علي بن أبي طالب )).انتهى

وقد روى الطبري في تأريخه 154:6وابن الأثير في كامله 243:3 بأن معاوية عندما أمر بقتل حجر وأصحابه، جاء رسول معاوية فقال لهم: إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي بن أبي طالب واللعن له، فإن فعلتم تركناكم، وإن أبيتم قتلناكم. وإن أمير المؤمنين معاوية يزعم أن دماءكم قد حلت له بشهادة أهل مصركم عليكم. غير أنه قد عفى عن ذلك، فابرؤوا من هذا الرجل نخلي سبيلكم. فقالوا: إنا لسنا فاعلي ذلك. فأمر بقبورهم فحفرت، وأدنيت أكفانهم، فقاموا الليل كله يصلون. فلما أصبحوا قال أصحاب معاوية:

يا هؤلاء لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة، وأحسنتم الدعاء، فأخبرونا ما قولكم في عثمان. قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق. فقال أصحاب معاوية: أمير المؤمنين معاوية أعلم منكم. ثم قالوا: تبرؤون من هذا الرجل؟ قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه. فأخذ كل رجل من أصحاب معاوية رجلا منهم ليقتله. فقال لهم حجر: دعوني أتوضأ. قالوا: توضأ. فلما توضأ قال لهم: دعوني أصلي ركعتين، فأيمن الله ما توضأت قط إلا صليت ركعتين. فتركوه يصلي. فلما صلى قال: والله ما صليت صلاة قط أخف منها.

ولولا أن تظنوا في جزعا من الموت لاستكثرت فيها(انتهى)

فهاهنا سؤال: هل تراه تختلف عقيدة الشيعة الإمامية اليوم عن عقيدة حجر هذه التي شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لصاحبها بالإيمان والتي لم يتبرأ منها ومات محتسبا عليها ؟ 

قال ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) 15 :100: " روى أبو عمر بن عبد البر قبل أن يروي هذا الحديث في أوّل باب جندب: كان النفر الّذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة، منهم حجر بن الأدبر، ومالك بن الحارث الأشتر (يقول ابن أبي الحديد:) قلت: حجر بن الأدبر هو حجر بن عدي الّذي قتله معاوية، وهو من أعلام الشيعة وعظمائها، وأمّا الأشتر فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة، قُرئ كتاب (الاستيعاب) على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدّث وأنا حاضر، فلمّا انتهى القارئ إلى هذا الخبر (الحديث الذي ورد فيه: يشهد دفنه عصابة من لمؤمنين) قال أستاذي عمر بن عبد الله الدباس - وكنت أحضر معه سماع الحديث - : لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت ، فما قال المرتضى والمفيد إلا بعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدّمه ، فأشار إليه الشيخ بالسكوت ، فسكت ". (انتهى)

فليهنأ الشيعة بهذه الشهادة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم بالإيمان ،  فليس بعد شهادة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شهادة !!