سلوا ابن تيمية عن حكم السجود على التربة

: السيد مهدي الجابري الموسوي

ان جعبة السلفيين لا تفرغ أبدا من اتهامها الشيعة الا إذا تاب ابليس عن الوسوسة والوحي لهم, وهذا بعض الاشارة الى بعض ما اتهموا به اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام, فقد اتهموهم بعبادة الاصنام والاحجار وانهم اهل بدعة لسجودهم على التربة, ومن أجل ذلك عابوهم وشتموهم وكفروهم، وحاولوا تشويه صورة الحق الذي هم عليه، ونطحوهم بقرون حقدهم، يريدون القضاء عليهم، وابادتهم، فصبوا عليهم الويلات. ولكن هيهات خسئوا وخابوا، إن حزب الله هم الأعلون عند الله قدراً، وهم الأعلون ولو كانوا أقل عدداً، وحزب الشيطان هم الخاسرون ولو كانوا عدد الحصى.

فهلم معي ايها القارئ الحصيف لترى هل الشيعة هم اهل بدعة ام السلفية أهلها؟ وهل الشيعة عملت بسنة رسول الله صلى الله عليه واله ام غيرهم العاملون ؟

ولكي تكون الصورة اكثر وضوحا ابدأ بطرح هذا التساؤل: هل السجود على الحجر او التربة هو من السنة ام السنة هي السجود على الفرش والسجاد ؟

فهذه من المسائل التي كثر فيها القال والقيل, الا ان الحق فيها مع ما اثبته الشيعة الامامية بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة, لكن القوم أبوا الا اطلاق الكفر عليهم ونعتهم بعباد الحجر, وإذا كان الأمر كذلك فهلموا إلى من لقبتموه بشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني, وسلوه عن حكم السجود على التربة ثم قولوا بعد ذلك ما شئتم.

سلوه أولاً عمن اتخذ السجادة في المسجد ليصلي عليها فيجيبكم بالآتي: (من اتخذ السجادة ليفرشها على حصر المسجد لم يكن له في هذا الفعل حجة في السنة, بل كانت البدعة في ذلك منكرة) الفتاوى الكبرى, ج2,ص71 .

وسلوه ثانياً عن حكم الصلاة على الأرض فيجيبكم بالآتي: ( ان الصلاة على الأرض سنة ثابتة بالنقل المتواتر ) الفتاوى الكبرى, ج2,ص71 .

وسلوه ثالثاً بأي دليل استدل على مشروعة السجود على الارض فيجيبكم بالآتي: (قال – (صلى الله عليه(وآله))- جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, فأيما رجلٌ من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره) الفتاوى الكبرى, ج2,ص71.

وسلوه رابعاً هل صلى النبي (صلى الله عليه(وآله)) أو أحد الصحابة على سجادة فيجيبكم بالآتي: ( لم يكن النبي – (صلى الله عليه(وآله))- يتخذ سجادة يصلي عليها, ولا الصحابة, بل كانوا يصلون على التراب والحصير وغير ذلك) الفتاوى الكبرى, ج2,ص79 .

وسلوه خامساً فماذا تقول بحديث عائشة عن النبي (صلى الله عليه(وآله)) الذي جاء فيه : «أنه توضأ وقال: يا عائشة, ائْتِينِي بالخمرة فأتت به فصلى عليه« .

فيجيبكم بالآتي: (لفظ الحديث «أنه طلب الخمرة» والخمرة: شيء يصنع من الخوص, فسجد عليه يتقي به حر الارض واذاها) الفتاوى الكبرى, ج2,ص79 .

ومن هنا تتجلى لنا الحقيقة ـ التي لا يُمارِي فيها عاقلٌ منصف - وهي : ان السجود على الأرض- ومنها التربة- سنة متواترة وان السجود على السجادة والفرش بدعة منكرة كما شهد بذلك ابن تيمية, ومن اتّبع هواه فقد أعمى الله قلبه، ومن يضلل الله فلن تجد له وليًا مرشدًا.