ماهية كلام الله سبحانه وتعالى.

بسام/الأردن/: سؤالي عن ماهية كلام الله سبحانه وتعالى، أي كيف يتكلم؟

: اللجنة العلمية

الأخ بسام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

  الكلام -بحسب المعنى المتعارف- هو مجموعة الأصوات المفهمة لمعنى معين، وهو يحصل نتيجة ارتجاجات في أوتار الحنجرة وعضلاتها، ولا يتحقق إلا مع وجود آلات وأدوات حسية مادية.

  ومن الواضح أن هذا المعنى لا ينطبق عليه سبحانه؛ لتنزهه عن الآلات والأدوات المادية.. إذن ما هو المعنى المناسب لكونه تعالى متكلماً (وكلم الله موسى تكليماً) ؟!!

  بعد أن نفينا الإستعمال الحقيقي لمفردة الكلام في حقه سبحانه، فلابد أن يكون هذا الإستعمال مجازاً، والمراد به فعل الفاعل وأثره؛ وذلك لوجود مناسبة بين معنى الكلام والفعل.

  بيان ذلك:

  فكما أن الكلام يكشف عما في ضمير المتكلم من معانٍ، كذلك الفعل يكشف عما في الفاعل من إرادات وطاقات وقدرات .

  ومن هذا الإستعمال ما ورد في قوله تعالى: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) النساء:171.

  فالمسيح كلمة الله، لأنه فعل الله، كاشف عن قدرته سبحانه على خلق إنسان في رحم أمه من غير أب.

  وقد فسر الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كلامه تعالى بأنه فعله سبحانه، قال (عليه السلام): "يقول لما أراد كونه كن فيكون، لا بصوت يقع، ولا بنداء يسمع، إنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله" نهج البلاغة، الخطبة 186.

  وهذا التمثيل والإنشاء كما في تكليم موسى (عليه السلام)، حيث أحدث الله سبحانه هذا الكلام في شجرة يخرج منها الصوت فيسمعه موسى.

  ودمتم في رعاية الله وحفظه.