اذا كان الله سبحانه قد أخذ الميثاق من بني البشر في عالم الذر، فلماذا لا يتذكر الإنسان ذلك الموقف ليبقى على العهد ؟

قاسم الحلي/: اذا كان الله سبحانه قد أخذ الميثاق من بني البشر في عالم الذر، فلماذا لا يتذكر الإنسان ذلك الموقف ليبقى على العهد ؟ وإذا كان الله تعالى هو من أنساه ذلك الموقف، فأي ذنب للإنسان أن يعاقب على شيء أجبر على نسيانه، ثم إن نبي الرحمة قال: رفع عن أمتي ... ومنها النسيان .

: اللجنة العلمية

   أخذ الميثاق تم في عالم غير عالم الدنيا، وقدرات الإنسان تتناسب وكل عالم يكون فيه، فالبصر المحدود الرؤية  اليوم، تجده في الآخرة يكون حديداً، أي قوياً جداً، كما يقول تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) سورة ق، آية 22.

فكل عالم يمر فيه الإنسان من عوالم الخلق والوجود، له ظروفه وخاصياته، ولا يلزم أن ما نعيشه في عالم معين أن نتذكره في عالم آخر، لاختلاف الخواص والإمكانيات فيه، هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن المولى سبحانه لم يرتب الأثر الشرعي الصريح على موضوع الميثاق هذا من حيث   تذكره وعدمه، بل أتم الحجة على العباد بالرسل والأنبياء، قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) الإسراء، آية 15 . 

  فتمامية الحجة على العباد هي ببعث الرسل والأنبياء.