هل ثورة تشرين أفضل من ثورة الحسين (عليه السلام)؟

أمير شعلة/:  ثورة الحسين...لاتشبه ثورة تشرين, هؤلاء الشباب المساكين لم يخرجوا طلباً للسلطة المال او الحكم، هم فقط يطلبون الوطن يريدون ان يكون لهم مكانة محترمة في العالم بدلاً من قعر دول العالم في كل المقاييس والمؤشرات اما الحسين (مع احترامي لمن يقدسه) فهو لم يخرج من اجل وطن فهو اصلاً لم يذكر كلمة وطن لا هو ولا ابوه ولا جده فالاسلام لا يعرف معنى الوطن وانما يعرف قتل كل من هو ليس على دين محمد بالاضافة للنكاح والجزية والسبي وقتل المرتد والجلد والرجم وضرب النساء واغتصاب الاطفال وغيرها الحسين لم يكن ثائر كما يصوره التاريخ انما معارض لحكم يزيد ويعتقد بأن يزيد سرق منه الملك والسلطة فخطط للهجوم عليه لاسترجاعها ولكن بسبب انسحاب اهل الكوفة (قرارهم صحيح) فشل بمخططه وتم تصفيته بشكل مريع.

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لمناقشة مثل هذا الكلام لابد من تثبيت مفاهيم أولية تشكل قاعدة للنقاش والتفاهم، فعندما تصبح المفاهيم ضبابية ويتم فهمها بشكل مشوه سوف يؤدي إلى حرف الحقائق وانقلاب الصورة رأساً على عقب، فمفاهيم مثل الدين، والدولة، والتاريخ، والثورة، وغيرها من المفاهيم يجب أن تكون واضحة من أجل الارتكاز عليها لتقريب وجهات النظر، فالذي يقارن بين ثورة الحسين (عليه السلام) وبين الثورات الشعبية، أو يقارن بين الوطن وبين الإسلام كدين، ينقصه الكثير ليعرف حقيقة هذه الأمور قبل أن يقارن بينها، وفي هذا المقام لا يمكننا توضيح كل ذلك وإنما يكفينا الإشارة إلى الخلط الذي احدثه والاتهامات التي ساقها دون تريس أو تفكير. 

وحتى نتمكن من التعليق على مثل هذا الكلام لابد أن نقض النظر عن المستوى المتدني في العبارات، ونتجاوز عن الخلفيات النفسية التي جعلته يقحم قضية الامام الحسين (عليه السلام) من غير أي مبرر، فقد كان بإمكانه أن يتبنى ثورة الشباب ويدافع عن حقوقهم من غير أن يسيء للإسلام ورموزه المقدسة، الأمر الذي يؤكد أن الشباب لم يكونوا إلا شعار يتستر تحته للتنفيس عن حقده، وهو بذلك يعلن عداءه للشباب قبل الإسلام؛ لأن الشباب الذين طلعوا في هذه الثورة هم نفسهم الذين يقيمون العزاء في ذكرى ثورة الحسين (عليه السلام)، ومنها تعلموا معنى الحرية والكرامة والعدالة والتضحية من اجل القيم. 

 ومن ضروري تذكيره بأن الحياة النبيلة التي يشتاق إليها من يعرف الحسين (عليه السلم) هي الحياة القائمة على موازين القيم والفضيلة، فقيمة الإنسان فرداً أو جماعة، وقيمة الحراك الإنساني سياسياً أو اجتماعياً هي بمقدار قربه من القيم التي ضحى من اجلها الحسين (عليه السلام). والإسلام في حقيقته ليس إلا تكريساً وتذكيراً وتنبيهاً لتلك القيم، ومن هنا يتحقق التفاعل الإيجابي بين الإنسان وبين الدين لا كموروث وإنما كإطار يحقق تطلعات الإنسان.

ومن هنا نفهم سر بقاء كربلاء حية في نفوس المؤمنين؛ لأنها الحدث الأعظم الذي تجسدت فيه كل قيم الدين، وبها أصبح للإيمان والوفاء والتضحية والصبر والإخلاص والتوكل صور حسية تذكرنا دوماً بقيمة الحرية والكرامة الإنسانية.

وقد تأخّر الإنسان كثيراً حتى استوعب هذا المبدأ، فمنذ 62 للهجرة وإلى اليوم، وتلك الشعوب خاضعة خانعة لكل السلط السياسية الحاكمة، وما يحصل الان من ثورات على الحكومات في المنطقة ما هي إلا استجابة متأخرة جداً لندا الحسين (عليه السلام)، وقد خسرت هذه الشعوب كثيراً في علمها، وتطورها، وعزتها، وكرامتها، وحتى حقوقها الحياتية، عندما لم تتبنى خط الحسين من البداية. فالحسين (عليه السلام) هو الطريق الوحيد، للخروج من ذل السلطان، إلى رحاب الحرية والعدالة والتقدم.

 أما الوطن فهو مفهوم ثقافي أكثر من كونه مفهوم جغرافي، وإذا كان الوطن هو الإنسان قبل أن يكون مكان، فعندها تصبح الأوطان بمساحة وجود الإنسان، والإسلام هو الإطار الثقافي الذي يحقق كرامة الإنسان ويدافع عن قيمته وبالتالي هو الخيمة التي تظلل الإنسان في كل مكان