لماذا يولد الأطفال مشوهين؟ 

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا كان السؤال عن الأسباب الطبية المباشرة فهناك اهل اختصاص قد فصلوا في ذكر العوامل التي تساهم في ذلك. وإن كان السؤال عن عدم تدخل الغيب في منع ذلك، فإن الله اجراء الأمور بأسبابها الطبيعية، وقد اقتضت حكمته أن لا يبطل تأثير تلك السنن والأسباب؛ لأن في ذلك فساد للحياة وتخريب لنظامها، ودور الإنسان حينها أن يبني حياته بما يتوافق مع هذه السنن سلباً أو إيجاباً، فمثلاً إذا كان زواج الأقارب قد يتسبب في تشويه الأطفال فمسؤولية الإنسان أن يتجنب ذلك، ومن هنا نجد أن كثير من الحكومات تشترط فحصوات طبية للزوجين قبل الزواج، والذي يخالف ويتعمد لهوى في نفسه يكون مسؤولاً عن ما يصيب طفله ولا يحق له أن يطلب من الله أن يغير السنن من اجله، وبالتالي المتسبب في التشوه الذي يصيب الطفل هو الأسباب الطبيعية مثل الوضع الصحي للوالدين أو البيئة الصحية للحامل أو غير ذلك من المؤثرات. أما إذا كان الاعتراض من باب أن الطفل غير مساهم في أي سبب من الأسباب التي أدت إلى تشوهه، فصحيح إلا أن عدم المساهمة في السبب لا يعفي من حدوث الأثر التكويني للأسباب، فمثلاً من أصابه طلق ناري بالخطأ أو وقع عليه حجر من اعلى الجبل فإنه سوف يتضرر حتى لو لم يكن متسبب في حدوث ذلك، وهكذا الحال لو تعرضت الحامل إلى اشعة أو تناولت عقاراً يضر بالجنين فإن الأثر التكويني لذلك سوف يعمل في الطفل حاله حال من يقع عليه حجر من اعلى الجبل، وفي الخلاصة أن ما يصيب الإنسان جراء الأسباب والمسببات الطبيعية سوى كان مساهماً فيها أو غير مساهم وسوى كان طفلاً أو غير ذلك فإن ذلك لا يعارض رحمة الله التي وسعت جميع الخلق طالما لم يجبرهم الله على ذلك.