السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا النوعُ من الأسئلةِ يبحثُ عن المعرفة خارجَ دائرة المعرفة، فالسؤال عن الإنسان كيف كان قبلَ أن يكونَ إنساناً؟ هو سؤالٌ عن المعرفة قبلِ أن تكون هناك معرفة، أو سؤالٌ عن العقل قبل أن يكونَ هناك عقل، أو سؤال عن الإرادة الإرادة لغة:
تأتي الإرادة في اللغة بمعانٍ متعددة هي: المشيئة(1)، يقال أراد الشيء: شاءه(2).
وفرق بعض بينهما بأن الإرادة أخص من المشيئة؛ لأن المشيئة ابتداء العزم، فإنك ربما شئت شيئاً ولا تريده؛ لمانع عقلي أو شرعي(3).
الإرادة اصطلاحاً:
وقد استعمل لفظ الإرادة تارة في المعنى اللغوي، وهو المشيئة. وأخرى: بمعنى قصد المعنى. وثالثة: بمعنى الرضا وطيب النفس. ورابعة: بمعنى النية والداعي. وخامسة: بمعنى الاختيار والسلطنة حسب اختلاف مواطن البحث الكلامي أو الفقهي أو الأصولي.
_________________
(1) لسان العرب، ج7، ص248، مجمع البحرين، ج2، ص752وص993.
(2) لسان العرب، ج5، ص366.
(3) معجم الفروق اللغوية، ص35.
المزيدقبلَ أن تكون هناك إرادة، فلو سألَ السائلُ نفسه هذه الأسئلة لوجدَ أنه لا يمكنُ أن يجيبَ عنها إلا إذا كان موجوداً قبل أن يوجد، وإلا كيف يخيّر الإنسان بين أن يخلق أو لا يخلق وهو لم يخلق بعد؟ وعليه فإنّ الإنسان ليس له إختيار في أن يكون أو لا يكون، إذ كيف يمتلك حقّ الخيار وهو لم يوجد بعد؟ فقبلَ أن يوجد كان عدماً والعدمُ لا يمكن أن يكون له الخيار، فقول السائل (إذا كان أحدٌ لا يريد أن يخلقه الله تعالى) قولٌ فيه تناقضٌ ومغالطة؛ فعن أيّة إرادة يتحدّث؟ هل يتحدثُ عن إرادة قبل أن يُخلق؟ أم يتحدث عن أرادته بعد أن خُلق؟ فقبل خَلقه ليس له إرادة حتى يقول: (إذا كان أحدٌ لا يريد أن يخلقه الله تعالى؟). أما بعد أن وجد وأصبح مخلوقاً فإنّ الإرادة الإرادة لغة:
تأتي الإرادة في اللغة بمعانٍ متعددة هي: المشيئة(1)، يقال أراد الشيء: شاءه(2).
وفرق بعض بينهما بأن الإرادة أخص من المشيئة؛ لأن المشيئة ابتداء العزم، فإنك ربما شئت شيئاً ولا تريده؛ لمانع عقلي أو شرعي(3).
الإرادة اصطلاحاً:
وقد استعمل لفظ الإرادة تارة في المعنى اللغوي، وهو المشيئة. وأخرى: بمعنى قصد المعنى. وثالثة: بمعنى الرضا وطيب النفس. ورابعة: بمعنى النية والداعي. وخامسة: بمعنى الاختيار والسلطنة حسب اختلاف مواطن البحث الكلامي أو الفقهي أو الأصولي.
_________________
(1) لسان العرب، ج7، ص248، مجمع البحرين، ج2، ص752وص993.
(2) لسان العرب، ج5، ص366.
(3) معجم الفروق اللغوية، ص35.
المزيدلا تعمل بأثر رجعي، أي ليس لها تأثير فيما وقع وانتهى، فمثلاً من كانت في يدهِ تفاحة فبإختياره أن يأكلها أو لا يأكلها أمّا إذا أكلها انتفت إرادته وانعدم إختياره، وعليه فإنّ وجود الإنسان معلقٌ بإرادة الله الذي أوجده من عدم ولا علاقة لإرادة الإنسان بذلك. أمّا قوله: (أو أراد أن يخرج من الإمتحان كلياً) يمكنُ أن يكون هذا الكلام مفهوماً إذا كان دخوله للإمتحان بإرادته فيمكنه حينها الخروج منه بإرادته، فالإنسانُ كائنٌ مخلوقٌ لله وليس خالقاً لنفسه حتى يقدّم الإقتراحات والتوصيات فيما يخصّ أصل وجوده وخلقته، ولا يمكنه أن يختار بين أن يكون إنساناً أو حيواناً أو ملكاً، وكلّ ما عليه فعله هو أن يعمل فيما خلق له، فالإنسانُ جاء إلى الوجود من دون إرادته ولا يمكنه الخروج منه بإرادته، ولا علاقة للعدل في هذه الحقيقة، فليس العدلُ أن يختار الإنسان لنفسه ما يشاء، وإنما العدلُ هو عدم الظلم فيما هو متاح من خيارات، والذي يكشف عن الفهم الخاطئ للسائل في ما يخصّ مفهوم العدل هو قوله: (أليس من العدل أن يريد لنفسه ما يريد ويحصل؟) فان كان هذا هو العدلّ فما هو التمني؟ وهل كلّ ما يتمنّاه الإنسانُ من الأمور الواقعة تحت إرادته يحصل عليه؟ ناهيك عن تمني الأمورِ الخارجة أساساً عن إرادة الإنسان وإختياره كأن يتمنّى ألا يُخلق أو أن يُخلق مَلكاً.