كيف تجيب من يدعي بأن التحدي القراني لوقته فقط فيمكن الاتيان بمثل القران في وقت لاحق

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم وزرحمة الله 

قَد تحدّى القرآنُ البشريّةَ بأجمعِها بأن تأتي بمثلِ هذا القرآنِ أو بمثلِ عشر سورٍ منهُ، قالَ تعالى: (أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ). وقالَ: (قُل لَئِن اجتمعَت الإنسُ والجنِّ على أن يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا يأتون) وما زالَت البشريّةُ وعلى طولِ أربعةَ عشرَ قرناً منَ الزّمانِ عاجزةً عَن ذلكَ، والقولُ بأنَّ هُناكَ إحتمالاً بتحقّقِ ذلكَ في المُستقبلِ إحتمالٌ غيرُ عقلائيّ لأنّهُ لا يرتكزُ على أيّ مُبرّراتٍ منطقيّةٍ، ومنَ المؤكّدِ أنَّ الإحتمالَ الذي يتوقّفُ عندَهُ العقلُ هوَ الإحتمالُ القائمُ على مؤشّراتٍ ودواعٍ تؤكّدُ الحدوثَ، أمّا الإحتمالُ القائمُ على مُجرّدِ الإفتراضِ والتّفكيرِ الإعتباطيّ لا يُنظرُ لهُ ولا تحسَبُ لهُ أيُّ قيمةٍ، فكلُّ المؤشّراتِ المنطقيّةِ والعقلائيّةِ تؤكّدُ على أنَّ ما عجزَت عنهُ البشريّةُ في طولِ 1400 سنةٍ معَ توفّرِ كلِّ الدّواعي والإمكاناتِ لا يمكنُ أن يتبدّلَ، والذي يفترضُ إمكانيّةَ ذلكَ عليهِ أن يذكُرَ المُبرّراتِ والدّواعي التي دفعَتهُ لتوقّعِ حدوثِ ذلكَ.