ما هو أجل الحياة وما هو أجل الموت وما هو أجل القتل؟

: اللجنة العلمية

 

الأصل في الأجل هو الوقت، وأجل الحياة هو الوقت الذي يكون فيه الحياة، وأجل الموت والقتل هو الوقت الذي يكون فيه الموت والقتل، والأجل على الحقيقة واحد بدليل قوله تعالى: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} والموت المستند إلى القتل بأي سبب كان لا يجب أن يكون بأجله حقيقة، لجواز أن يبقى حياً لولا القتل، كما يجوز أن يموت، وذلك لأمرين اثنين:

أولاً: لأنا نشك فيه ولا سبيل لنا إلى العلم بأحدهما من البقاء حياً أو الموت.

ثانياً: لو كان الظالم إنما يقتل المظلوم لأن أجله قد حضر وإن حضور أجله قد حمله على قتله لم يكن مجرماً مأثوماً و لا ظالماً معاقباّ؛ لأنه كان محمولاً على ذلك وملجأ إليه، وهذا ما يبطله الدين والعقل، ولأنه لو كان المقتول لو لم يقتل لمات في ذلك الوقت حتماً ولم يبق حياً لحظة واحدة كأنْ مَن عمد إلى غنم إنسان فذبحها عن آخرها محسناً غير ملوم من صاحب الغنم و لا يغرم له ثمنها؛ إذ ليس على المحسن من سبيل، وإنما الواجب عليه أن يحمده و يشكره؛ لأنه لو لم يذبحها لماتت عن آخرها وفات انتفاعه بها و هذا واضح البطلان؛ لأنه يلام على ذلك و يوآخذ على عمله و يغرم لصاحبه ثمنها، و في هذا دلالة واضحة على أنه لو لم يذبحها لجاز أن تبقى كلها حيّة أو يبقى بعضها على ما هو معلوم عند الله تعالى، فالمقتول اذن يصح أن يقال فيه أنه مات بأجله، ويصح أن يقال أن قاتله قطع عليه أجله وأن فيه من الاستعداد ما يوجب استدامة حياته لو لا القتل وأما إطلاق القضاء والقدر على من يموت بأحد العوارض الخارجية فإنما يصح إذا أريد به الكتابة في اللوح المحفوظ والعلم مجازاً، وإرادة غيرها من المعاني كالخلق والفعل فغير صحيح وباطل؛ لإستلزامه الجبر من جهة التكليف، وفعل القبيح من غير هذه الجهة، و كلاهما باطلان لا يصح نسبتهما إلى الله. (انظر: عقيدة المسلم، ص34).