ماهي الدياكتيلية .وماهو موقف عقيدتنا منه

: اللجنة العلمية

 الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ 

الدّيالكتيك كلمةٌ يونانيّةٌ تُترجمُ عربيّاً بالجدليّةِ، وقد أصبحَ لهذا المُصطلحِ حضورٌ واضحٌ في الوسطِ الفكريّ والفلسفيّ بسببِ إعتمادِ الفلسفةِ الماركسيّةِ عليهِ في تفسيرِ الظّواهرِ الطّبيعيّةِ والإجتماعيّة، فديالكتيكُ المادّةِ أو التّناقضُ بينَ الأشياءِ هو الذي يُفسّرُ وجودَ الحركةِ في الطّبيعةِ بحسبِ الفلسفةِ الماركسيّةِ،  كما أنَّ الدّيالكتيك الإجتماعيّ أو الصّراعَ الطّبقيّ هوَ المسؤولُ عن الحراكِ الإجتماعيّ بما فيه من ظواهرَ سياسيّةٍ وإقتصاديّةٍ، وعليهِ فإنّ الأنظمةَ السّياسيّةَ والقيمَ الإجتماعيّةَ والأديانَ في نظرِ ماركس هيَ إنعكاسٌ للواقعِ الطّبقيّ والمادّيّ، وينسجمُ هذا التّفسيرُ مع الفلسفةِ المادّيّةِ التي لا تعترفُ بشيءٍ خارجَ حدودِ المادّةِ، فالجدليّةُ المادّيّةٌ تعتمدُ على مفهومِ الحركةِ الذّاتيّةِ والدّائمة في المادّةِ ولِذا لا تعترفُ بوجودِ مُحرّكٍ خارجيّ، ومن خلالِ هذا الوصفِ يتّضحُ الموقفُ مِن هذهِ النّظريّةِ، فالتّفسيرُ المادّيّ للأشياءِ يُعدُّ تفسيراً مُشوّهاً يمنعُ من إيجادِ تصوّرٍ كاملٍ وشاملٍ لحقيقةِ الكونِ والإنسان، ويبدو أنَّ الفلسفةَ المادّيّةَ أقربُ إلى ردّةِ الفعلِ على الفلسفاتِ المِثاليّةِ، في حينِ أنَّ الفلسفةَ الإسلاميّةَ هي التي تُحقّقُ توازناً بينَ الإعترافِ بالمادّةِ وما وراءَ المادّة.

وللوقوفِ على مُناقشاتٍ مُوسّعةٍ حولَ الدّيالكتيك والأخطاءِ التي وقعَت فيهِ يمكنُ الرّجوعُ إلى كتابِ فلسفتِنا للشّهيدِ الصّدر.