حولَ الأحكَامِ التي تَتعلَّقُ بالمَرأةِ واللَّغط حَولَها.

لمَاذا في الغَربِ لا نَجدُ نِقاشاً حولَ المَرأةِ و كأنَّ الجِنسَينِ تَحرَّر كُلٌّ منْهُما مِن هَيمنةِ الآخرِ وأصبحَ الفَرقُ الوَحِيدُ هو مَن يَتفوَّقُ ويُقدِّمُ أكثرَ لبَلدِه وأمَّتِه، بينَما ما زِلْنا نحنُ نَغطُّ في نِقاشٍ عَقيمٍ حولَ المَرأة وأينَ يَجبُ أنْ تَكُونَ وكيفَ تَكُون وما هي حُدودُها وكأنَّ هذا هو المُشكِلُ الوَحيدُ في حَياتِنا!

: اللجنة العلمية

     الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     مَوضُوعُ السَّيطَرةِ على الشَّهوَاتِ هو مِن أعقَدِ المَواضِيعِ التي وَاجَهتِ الأديَانَ والبَشرِيةَ عُموماً، والمَرأةُ - كما الرَّجلُ - تُشكِّلُ فيه رُكناً مُهمّاً، ومِن هنا وَضعَ الإسْلامُ جُملةً منَ الضَّوابطِ في لِبَاسِ المَرأةِ وسُلُوكِها وطَبِيعةِ تَواجُدِها بينَ النَّاسِ حتى يُقلِّلَ إلى حدٍ ما مِن إثارةِ الشَّهوَاتِ غَيرِ المَشرُوعةِ وبالتَّالِي يَحمِي أبنَاءَه ومُرِيدِيه منَ الإنزِلاقِ نحوَ الرَّذيلةِ والفَسادِ، وليس في هذِه الإجرَاءَاتِ أيُّ تَقيِيدٍ مِن حُرِّيةِ المَرأةِ أو مُصادَرةٍ لإرَادتِها، بل هي ضَوابِطُ رَاقِيةٌ تَحمِيها منَ التَّردِّي والإنزِلاقِ في أُتُونِ الشَّهوَاتِ المَقِيتةِ التي تَجعلُها هي والحَيوَانَ في عَرضٍ وَاحدٍ، تَماماً كما هو الحَالُ في القَوانِينِ الوَضعِيةِ التي تَضعُها الدُّولُ للمُرورِ والطُّرقِ حتى تَحمِيَ النَّاسَ منَ المُتهَورِينَ وغَيرِ المُنضَبطِينَ في سِيَاقتِهم، فَوضعُ القَوانِينِ المُرورِيةِ ليس مَعنَاه الحدَّ مِن حُرِّيةِ السُّوَّاقِ، بل هو لحِمَايتِهم وحِمايةِ غَيرِهم منَ التَّهوُّرِ والأذى.

     يَقُول تعالى في سُورةِ النِّساءِ: {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)،وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)}. 

     ولا يَعنِي تَصالحُ الغَربيِّينَ على مَوضُوعٍ ما، كما في مَسألةٍ إعطَاءِ الحُرِّيةِ أمامَ المَرأةِ أنْ تَلبسَ ما تَشاءُ وتُمارِسَ ما تَشاءُ مِن غَيرِ رَدعٍ ولا مَنعٍ قَانُونِي، أنَّهم على حقٍّ وهُدىً في أمرِهم، فالغَربُ الآنَ يُعانِي مِن أمرَاضٍ اجْتمَاعيَّةٍ ونَفسيَّةٍ وجَسديَّةٍ خَطِيرةٍ بسَببِ هذِه الحُرِّيةِ والإباحِيةِ المَمنُوحةِ للمَرأةِ، وتُشِيرُ الدِّراسَاتُ إلى أرقامٍ ووَقائِعَ مُخِيفةٍ في هذا المَوضُوعِ تُنذِرُ بمَخاطرَ كَبِيرةٍ تُهدِّدُ مُجتَمعَاتِهم.

     ودُمتُم سَالِمينَ.