اللهُ لَمْ يُطْلِعْ العُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ. فَكَيْفَ تَصِفُونَهُ؟!!

عَبْدُ اللهِ/ العِرَاقُ/: وَرَدَ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (لَمْ يُطْلِعْ العُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ...) فَكَيْفَ فِي أَبْحَاثِكُمْ وَكُتُبِكُمْ تَضَعُونَ صِفَاتٍ لِلهِ تَعَالَى وَتَأْتُونَ بِأَدِلَّةٍ عَلَيْهَا؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ عَبْدُ اللهِ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَقَدْ أَشَارَ المَوْلَى أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي نَفْسِ خُطْبَتِهِ الَّتِي تَنْقُلُونَ عَنْهَا إِلَى جَوَابِ سُؤَالِكُمْ، حَيْثُ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (لَمْ يُطْلِعْ العُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ، وَلَمْ يَحْجُبْهَا عَنْ وَاجِبِ مَعْرِفَتِهِ)، فَهَذَا النَّصُّ يُشِيرُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ إِلَى أَنَّهُ فِي الوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِلعُقُولِ قُدْرَةُ الإِحَاطَةِ بِحَقِيقَةِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ مَا هِيَ، لَمْ تَكُنْ مَحْجُوبَةً عَنْ التَّعَرُّفِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَاتِ بِالقَدْرِ الَّذِي يُمَكِّنُهَا مِنْ الإِيمَانِ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَصِفَةُ العِلْمِ الإِلَهِيِّ مَثَلًا لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُحِيطَ بِكُنْهِ حَقِيقَتِهَا وَأَبْعَادِهَا وَكَيْفِيَّتِهَا عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ، وَلَكِنَّنَا نَقْطَعُ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ عَالِمٌ.. أَمَّا كَيْفِيَّةُ هَذَا العِلْمِ وَحَقِيقَتُهُ فَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ مَا هُوَ.. وَهَكَذَا بَقِيَّةُ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.