هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ (ص) يَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَبْلَ البِعْثَةِ؟.

هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَبْلَ البِعْثَةِ؟ فَإنَّنَا وَجَدْنَا أَنَّهُ اضْطَرَبَ حِينَ نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ حَتَّى اطْمَأنَّ بِتَأْكِيدِ خَدِيجَةَ لَهُ !وَكَذَلِكَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ حِينَ أُخْبَرَهُ بِنُبُوَّتِهِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     (أَوَّلَا): يَنْبَغِي لِلسَّائِلِ أَلَا يُحَمِّلَنَا سَقْطَاتِ العَامَّةِ وتَخَارِيفَهُم، فَهَذَا الهُرَاءُ جَاءَ فِي أَصَحِّ كِتَّابٍ عِنْدَهُمْ بَعْدَ كِتَابِ اللهِ أَلَا وَهُوَ (الجَامِعُ الصَّحِيحُ المُسْنَدُ). لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ المُغِيرَةِ البُخَاريِّ (المُتوَفَّى: 256 ه).

     فَجَاءَ فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ ج9 ص38 كِتَابُ التَّعْبِيرِ، بِابُ أَوَّلِ مَا بُدِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسلَّمَ). مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَمْ يَكُنْ وَاثِقاً بِنُبُوَّتِهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ مِنْ جَبَلِ حِرَاءٍ وَهُوَ يَرْتَجِفُ، فَأَخَذَتْهُ خَدِيجَةُ إِلَى النَّصْرَانِيِّ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ فَطَمْأَنَهُ أَنَّهُ نَبِيٌّ!

     (ثَانِيًا): المَأْثُورُ عِنْدَنَا مُخَالِفٌ تَمَاماً لِمَا وَرَدَ عِنْدَ العَامَّةِ، فَعَنْ زُرَارةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَلَامُ): كَيْفَ لَمْ يُخِفْ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِيمَا يَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ اللهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِمَّا يَنزَغُ بِهِ الشَّيْطَانُ؟ 

     قَالَ: فَقَالَ (عَلَيْهِ السَلَامُ): إِنَّ اللهَ إِذَا اتَّخَذَ عَبْداً رَسُولاً أَنْزَلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ وَالوَقَارَ، فَكَانَ يَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) مِثْلَ الَّذِي يَرَاهُ بِعَيْنِهِ [بِحَارُ الأَنْوَارِ ج18ص262[.  

      وَعَنْ المُفَضَّلِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لأَبَي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَلَامُ) بِأَيِّ شَيْءٍ عَلِمَتْ الرُّسُلُ أَنَّهَا رُسُلٌ؟

      قَالَ (عَلَيْهِ السَلَامُ): قَدْ كُشِفَ لَهَا عَنْ الغِطَاءِ {بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ ج1ص534}.

     ودُمتُم سَالِمِينَ.